متفرقات

قصة مثلث برمودا

بين الحقيقة والأسطورة فرقٌ شاسعٌ، ولربما أنّ الأسطورة أقرب ما تكون إلى الكذبة، وهناك العديد والكثير من الأساطير المشهورة إلى جانب الأساطير التي لم نعرفها ولم نسمع بها أبداً، ومن هذه الأساطير مثلاً معركة جلجامش، وأسطورة ميديا التي تتحدّث عن تحوّل امرأةٍ من حالتها الوديعة المسالمة إلى كائنٍ آخر بعكس الصفات الأولى، بل تصبح كالوحش شديدة القسوة وشديدة الشر أيضاً.
ولا تخلو ثقافة أي شعبٍ من هذه الأساطير، ولا شك في أنّ أشهر الشعوب التي تعتبر الأساطير أساساً من أساسيات ثقافتهم، هو شعب اليونان القديم إذ لا تخلو حياتهم من إحدى هذه الأساطير.
في حياتنا أيضاً نستمع إلى بعض الأقاويل التي يصعب تصديقها، فقد نعتبرها إشاعةً أو كذبةً وما إلى ذلك، فمثلاً أحياناً نسمع بانضمام أحد اللاعبين المشهورين عالمياً إلى أحد الأندية المحليّة، وحياتنا أبداً لا تخلو من هذه الإشاعات، وأظن أنّ أحد أكثر الأمور غرابة ً على الكرة الأرضية هومثلث برمودا، حيث إنّه أثار جدلاً كبيراً لدى العلماء، بل لدى البشرية أجمع، فتخيّل أنّك تسير في طريقك إلى المنزل وفجأة تذهب إلى اللا مكان!!.
مثلث برمودا، هو منطقة غير ممثّلةٍ على الخريطةِ، أي أن هذه المنطقة ليس لها وجود على أي خريطة في هذا العالم، فهي غير معلومة الإحداثيات، ولا معروفة المكان أبداً، وتقع هذه المنطقة تقريباً شماليَّ المحيط الأطلسي، اشتهرت هذه المنطقة بتكرار حوادث الاختفاء والضياع، ولا تقتصر حوادث الضياع على السفن والقوارب، بل إنّ الأمر يتعدّى ذلك، فالطائرات أيضاً لا تستطيع المرور فوق هذه المنطقة، فهي تفقد السيطرة على كل جزء فيها، ثم تتهاوى في هذه المنطقة ولا يُعرف مصيرها بعد ذلك أبداً، وقد سميّت هذه المنطقة لدى البعض بمثلث الشيطان.
في البداية كنا نظن أنّ هذه المنطقة غير موجودة،وأنّ ما يُفقد من سفنٍ وطائراتٍ ليس إلا توهانً في الملاحة البحرية والجوية، فقد يضل بعض الطيارين والبحارة طريقهم ولا يعودون إلى مكان انطلاقهم.
وللتأكد من وجود هذه المنطقة، وعندما فُقدت خمس طائرات حربية، تمّ إرسال طائرةٍ أخرى للبحث عن هذه الطائرات ولكن دون فائدة، وليتها رجعت بخفي حنين فحسب، بل هي لم ترجع من الأساس، ثمّ توالت عمليات الفقد في هذه المنطقة طوال مئة عام أو أكثر، وقد فُقد الكثير من الأشخاص ما يقارب الألف شخص في هذه المنطقة.
ويعزى سبب اضطراب هذه المنطقة وفقدان الآليات والأشخاص في هذا المكان إلى أسبابٍ ليست معلومة، وبالرغم من ذلك تمّ افتراض بعض النظريات التي تفسّر هذه الظواهر ومنها:

  • اختلاف الطقس في هذه المنطقة: يظن العلماء أن الطقس يختلف كليّاً في هذه المنطقة عن الطقس في باقي الكرة الأرضية.
  • وجود مدينة أطلانتس الأسطورية تحت هذه المنطقة، حيث يظن البعض أنّ مدينة أطلانتس تقع تحت مثلث برمودا، وبسبب وجود كثافة عظيمة لهذه المنطقة، فهي تكون مجالاً جاذبيّاً لا يسمح للسفن والطائرات وأي شخص بمغادرة هذه المنطقة.

وبعد حوادث الفقدان المتكرّرة، تمّ الاتفاق عالمياً على وجود هذه المنطقة فعليّاً والتي يحذّر منها الجميع، وهذا الشيء ينفي أنّ هذه المنطقة أسطورة ومن نسج الخيال، بل هي واقعٌ لا يمكن إنكاره.

زر الذهاب إلى الأعلى