الإذاعة المدرسية

مقدمة إذاعة قصص وحكم , حكمة اليوم للاذاعة المدرسية , إذاعة مدرسية قصص جميلة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ما استهل وليد، وآبَ بعيد، سبحانهُ ينزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة، يقص أحسن القصص، يقسم المعيشة، وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، لا خير إلا دل أمته عليه، ولا شر إلا حذرها منه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. ثم أما بعد:

ها نحن نعود من جديد، عازمين على المسير، مقدِّمين أمتع حديث، من هذا الطود الشامخ مدرسة (…………) وفي هذا اليوم (…………) الموافق (…………) من شهر (…………) لعام ألف وأربعمائة و(…………) من الهجرة.

ومع أولى ثوابتنا، وخير برامجنا، وبركة لقائنا، آيات عطرات من كلام خالق الأنام:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [يس: 20 – 27].

ومع ثاني ثوابتنا، ونهج رسالتنا، سنة نبينا عليه الصلاة والسلام:

الحديث

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَطْلُ الغنيِّ ظُلمٌ» رواه البخاري.

وقد شرحَ هذا الحديثَ الشيخُ ابنُ عثيمين – رحمه الله – في شرح رياض الصالحين، فقال: قولُه: ((مطل الغني ظلم)) يعني: ممانعة الإنسان الذي عليه دَين عن الوفاء، وهو غني قادرٌ على الوفاء؛ ظلم، وهذا منع ما يجب؛ لأن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحل له أن يؤخر، فإن أخَّرَ الوفاءَ وهو قادر عليه؛ كان ظالمًا – والعياذ بالله -.

على المسير، أصررنا على حفظ حكمة من حكيم:

الحكمة

من ذَمَّكَ في غيبتك خشيك في حضورك.

وفي هذا الجمع، كان لابد من كلمة الوصل بيننا وبينكم:

جزاء الأمانة

جلست أم راشد مع طفليها راشد وأحمد في غرفتهما، ودار بينهم هذا الحديث:

راشد: أمي.. حدثينا بقصة قبل النوم.

أحمد: نعم.. نعم يا أمي حدثينا بقصة.

أم راشد: حاضر.. سوف أحدثكم بقصة بعنوان جزاء الأمانة.

روي أنه كان يعيش في مكة رجل فقير متزوجًا من امرأة صالحة.

قالت له زوجته ذات يوم: يا زوجي، ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه! فخرج الرجل إلى السوق يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أيّ عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى بيت الله الحرام، وصلى هناك ركعتين، وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.

وما إن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم حتى وجد كيسًا، التقطه وفتحه، فإذا فيه ألف دينار.

ذهب الرجل إلى زوجته يُفرحها بالمال الذي وجده، لكن زوجته ردت المال، وقالت له: لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه؛ فإن الحرم لا يجوز التقاط لُقَطَتِه، وبالفعل ذهب إلى الحرم، ووجد رجلاً ينادي: من وجد كيسًا فيه ألف دينار؟

فرح الرجل الفقير، وقال: أنا وجدته، خذ كيسك فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً، ثم قال له: خذ الكيس فهو لك، ومعه تسعة آلاف أخرى. استغرب الرجل الفقير، وقال له: ولم؟ قال المنادي: لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار، وقال لي: اطرح منها ألفًا في الحرم، ثم نادِ عليها، فإن ردها إليك من وجدها فادفع المال كله إليه فإنه أمين.

راشد: ما أجملَها من قصة يا أمي! فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

وفي كل لقاء، يتجدد الإخاء، وتعاد الذكريات. ومع فقرة:

تعلمت أنَّ

تعلمت أنَّ للمفاجأة الجميلة شروطًا يجهلها أكثر الناس.

تعلمت أنَّ للصغار قلوبًا لا تنسى مشاهد الأسى.

تعلمت أنَّ للاعتبار لغة بدأت تنقرض.

تعلمت أنَّ للذنوب شؤمًا ربما فاجأك بعد سنين.

تعلمت أنَّ الوفاء من أنبل خصال الرجال.

تعلمت أنَّ العلم كالحفرة كلما أخذت منه اتَّسع.

تعلمت أنَّ الهدية تبقى في النفس أزمنة مديدة.

تعلمت أنَّ لصلاة الفجر جرعة مركزة من الإيمان.

تعلمت أنَّ حسن الإصغاء من سمات العظماء.

تعلمت أنَّ كبار السن ثروة نَغفُلُ عنها.

وفي هدوء عميم، نستمع إلى دعاء جليل، مُؤَمِّنين عليه بخشوع:

دعاء

اللهم وفقنا لصالح الأعمال، ونجنا من جميع الأهوال، وآمِنَّا من الفزع الأكبر يوم الزلزال، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وهَاهي ساعتنا تؤشر بالانتهاء، مؤذنة بالرحيل، ولابد من التحية قبل الختام:

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قصة عن الأمانة للإذاعة المدرسية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على مر الساعات، وفي كل الأوقات، وطيلة اللحظات، الحمد لله على إنعامه، الحمد لله على إكرامه.

والله أكبر، دعاه المريض على سريره، وفزع إليه المنكوب في أموره، وهتف باسمه الربان في البحار، ولهج بذكره من ضل في القفار.

والصلاة والسلام على معلم العلم، وموضح السبل، وكاشف الشبه، وآله وصحبه أولي الفضل والسعة.

ثم أما بعد:

ها هي ميادين العلم، وتلك ينابيع المعرفة، يشمر إليها المجتهدون، ويصبر عليها المثابرون، فالعلم نور، والجهل ظلام، والعلم حجة، والجهل فتنة؛

فبقدر الكد تُكْتَسب المعالي♦♦♦ ومن طلب العلا سهر الليالي

من هذا الميدان العلمي، ومن هذا المنبر التربوي، وفي هذا اليوم الندي (………….) الموافق (………….) من شهر (………….) لعام ألف وأربعمائة و(………….) من الهجرة.

نفتح لكم أولى فصولنا، وأصفى ينابيعنا القرآن الكريم:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 125 – 128]

وفصلنا الثاني مع معلمنا الأول محمد صلى الله عليه وسلم:

الحديث

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان، لا يبالي المرء ما أخذ منه، أمن الحلال أم من الحرام ». رواه البخاري.

وللحكمة فنون لها في ميادين العلم فصول:

الحكمة

القلوب أوعية، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل إنسان مفتاح سره.

والكلمة ما هي إلا وحي من العلم، وفيض من القرائح، وفصل لا غنى عنه:

الغلام الهندي

كان بمدينة مرو رجل يقال له نوح بن مريم، وكان رئيس مرو وقاضيها، وكان له نعم كثيرة، وحال موفورة، وكانت له بنت ذات حسن وجمال وبهاء وكمال، خطبها جماعة من أكابر الرؤساء وذوي النعمة، وأكثروا، فلم ينعم بها لأحد منهم، وتحير في أمرها، ولم يدْرِ لأيهم يزوجها، وقال: إن زوجتها بفلان أسخط فلانًا. وكان له غلام هندي دَيِّنٌ تقي اسمه مبارك، وكان له بستان عنب عامر الأشجار والفاكهة والثمار، فقال للغلام: أريد أن تمضي وتحفظ العنب؛ فمضى شهران، فجاء سيده في بعض الأيام إلى البستان، فقال له: يا مبارك ناولني عنقود عنب، فناوله عنقودًا فوجده حامضًا؛ فقال سيده: ما السبب في أنك لا تناولني من هذا العنب الكبير إلا الحامض؟ فقال: لأني لا أعلم الحامض من الحلو، فقال سيده: سبحان الله لك مدة شهرين مقيمًا في بستان العنب ولا تعرف الحلو من الحامض! فقال: لِم لَم تأكل منه؟ فقال: لأنك أمرتني بحفظه ولم تأمرني بأكله، فما كنت أخونك، فتعجب القاضي منه، وقال: حفظ الله عليك أمانتك، وعلم القاضي أن الغلام غزير العقل، فقال له: أيّها الغلام قد وقع لي فيك رغبة، وينبغي أن تفعل ما آمرك، فقال الغلام: أنا طائع لله ثم لك. فقال القاضي: اعلم أن لي بنتًا جميلة، وقد خطبها كثيرٌ من الأكابر والمتقدمين، ولم أعلم لمن أزوجها، فأشر علي بما ترى. فقال الغلام: اعلم أن الكفار في زمن الجاهلية كانوا يريدون الأصل والحسب والنسب، واليهود والنصارى يطلبون الحسن والجمال، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الناس يطلبون الدين والتقى، وفي زمننا هذا يطلبون المال، فاختر الآن من هذه الأشياء الأربعة ما تريد. فقال له القاضي: يا غلام قد اخترت الدين والتقى، وأريد أن أزوجك بابنتي لأني قد وجدت فيك الدين والصلاح، وجربت منك التقى والأمانة! فقال الغلام: أيّها السيد! أنا عبد رقيق هندي وابتعتني بمالك، وكيف تزوجني ابنتك؟ وكيف تختارني لبنتك وترضاني؟ فقال له القاضي: قم بنا إلى البيت لندبر هذا الأمر، فلما صار إلى المنزل قال القاضي لزوجته: اعلمي أن هذا الغلام الهندي دَيِّنٌ وتقي وقد رغبت في صلاحه، وأريد أن أزوجه بابنتي فما تقولين؟ قالت: الأمر إليك، ولكن أمضي وأعلم الصبية وأعيد عليك جوابها، فجاءت الأم إلى الصبية فأدت إليها رسالة أبيها فقالت: مهما أمرتماني به فلا أخرج عن حكم الله وحكمكما، ولا أعقكما بالمخالفة لأمركما.

فزوّج القاضي ابنته بمبارك وأعطاهما مالاً عظيمًا، وأنجبت ولدًا فسماه عبد الله، وهو معروف في جميع العالم: عبد الله بن المبارك صاحب العلم والزهد ورواية الحديث، وما دامت الدنيا فالحديث عنه يُروى.

وللتنوع أثره في القبول، واستجابة النفوس، فاخترنا لكم هذا الفصل:

ثمانية إذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم

الآتي إلى وليمة لم يُدعَ إليها، والداخل بين حديث اثنين لم يدخلاه فيه، والمتآمر على رب البيت في بيته، والمقبل بحديث على من لا يسمعه، والجالس في مجلس ليس له بأهل، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والمستخف بالسلطان.

حاتم والأعرابي هي فقرتنا قبل الأخيرة:

حاتم والأعرابي

قصد أعرابي حاتم الطائي، يبتغي منه جدًا (أيْ: عطاءً)، وكان قد سمع بكرمه الواسع، ونفسه الشماء، فقابله مقابلة سيئة، ورده بلا جدوى، فرجع الأعرابي مستاء.

ثم تنكر حاتم برداء لا يلبسه إلا سوقة العرب، وقابله في الصحراء من طريق آخر وقال له: من أين يا أخا العرب؟

قال: من دار حاتم قال: ماذا فعل بك؟ قال: ردني بالخير الوافي والعطاء الكافي، قال: أنا حاتم وكيف تنكر ما فعل بك من الأذى؟

قال: إن قلت غير هذا، وقد عرفه القاصي والداني بالمروءة والسخاء، لم يصدقني أحد، فاعتذر له وأحسن مثواه.

ونختم بالدعاء، فلا تَنْسَوُا التأمين:

دعاء

«اللهم احفظ بلادنا بالإسلام، واحفظ بلادنا بالقرآن، واحفظ بلادنا بالأمن والإيمان، واجعل بلدنا هذا خاصة، وبلاد المسلمين عامة، آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان».

مع دخولنا جميعا إلى الفصول، واستماعنا إلى الدروس، نقول بكل هدوء: اللهم وفقنا لأحسن الأقوال، واهدنا لخير الأعمال، وافتح لنا في فصولنا من فضلك العميم، وعطائك الجزيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى