متفرقات

مفهوم الشخص في علم النفس

مفهوم الشخص عند الفلاسفة

اختلفت آراء الفلاسفة القدماء في النظر لمفهوم الشخص، بحيث يتحدّد مفهومه فلسفياً من خلال هُوية الشخص، وقيمته، وطبيعة الشخص فيما يتعلق بالضرورة والحريّة، وسنستعرّض أهمّ الآراء الفلسفيّة حول هذا المفهوم، وأهمها ما يلي:

  • ديكارت: رأى ديكارت إلى أنّ ما يُشكل هُوية الشخص وجوهره هو العقل، أو ما يُسميه الوعي الذي يكشف عن وجود الشخص، ويظهر ذلك من خلال الأفعال التي يقوم بها الإنسان كالشك، والنفي، والفهم، والتخيّل، لذا فالموقف الديكارتي يتسم بالنزعة العقلانية، أي أنّ الطرح الفلسفيّ تزكية لحقيقة أنا أُفكر، حيث استطاع من خلالها إثبات وجوده الخاص عن طريق تجربة الشك المنهجي التي اعتبرها ديكارت أهم السبل في معرفة ماهية الشخص وهُويته.
  • جون لوك: جاء هذا التصور رداً على تصور ديكارت، حيثُ يرى جون أنّ ما يُشكل هوية الشخص ليس الوعي كجوهر ثابت، إنّما وعي مرتبط بمختلف الانطباعات التي يستخدمها الشخص من العالم المحسوس، ومفهوم جون لوك يُسمّى بالنزعة التجريبيّة من خلال الاعتبار بأنّ الإحساس والمادة عنصران مهمان في تشكيل بنية الشخص.
  • سيغموند فرويد: يرى فرويد أنّ جانب اللاشعور هو الذي يجعل من الشخص موضوعاً فعّالاً ومهمّاً ومؤثراً، كما ينفي عنه أساسيات الحرية والإرادة؛ ذلك لأنّ شخصية الإنسان عبارة عن آلة تتصارع وتتناقض فيه ثلاث قوىً وهي الأنا، والهو، والأنا العليا.
  • إيمانويل مونييه: يرفض إيمانويل النظر إلى الشخص كشيء من الأشياء، أو كموضوع يمكن تداوله بشكل عاديّ، لأن ذلك يحطُّ من قيمة الإنسان وهو في المقابل يدعو إلى ضرورة اعتبار الشخص حقيقة داخليّة، وواقع روحي كليّ وشموليّ يُبرز حقيقته كذات واعية وقادرة على تحمّل المسؤولية اتجاه نفسها، ويُسمّى هذا الاتجاه بالنزعة الشخصانيّة.
  • شوبنهاور: أمّا شوبنهاور فمن وجهة نظره أنّ الشخص لا يرتبط بالعقل؛ بقدر ارتباطه بالإرادة في الحياة، بحيث تكون الإرادة جوهر الإنسان ويُعطيها الأولويّة على العقل، فالعقل ليس سوى خادماً للإرادة، والشخص في نظره لا يتحدّد بالشعور كما في النزعة التجريبيّة والتي انتقدها شوبنهاور بشدة، إنما يتحدّد بالإرادة، وهذا الاتجاه أُطلق عليه النزعة التشاؤميّة.
  • جون راولز: يرى أنّ قيمة الشخص تتحقق من خلال الانتماء إلى نظام اجتماعيّ يقوم على فكرة العدالة التي تجعل الأشخاص كائنات حيّة، فهو يرى أنّ الشخص عليه أن يُدرك أهمية الحياة الاجتماعيّة، وأن يفهم دوره كعضو فعّال وصالح في المجتمع، لُيظهر حقيقته وكفاءته العقليّة والأخلاقيّة.

زر الذهاب إلى الأعلى