التعليمي

مادة الزئبق

المُطّلع على الزئبق الأحمر يكتشف مدى ما يحيط هذه المادّة من غموض فيما يختص بحقيقة وجودها، الأمر الذي حيّر الكثيرين إلى درجة أنّهُ أصبح لغزاً، والاعتقاد السائد حول وجود هذه المادّة هو أنّها مُجرد محض خرافة وأكذوبّة تهدف إلى التضليل فهي لم يثبت لها وجود ملموس بعد، وماهيتها، والتركيبة التي تحتويها غير معروفة كذلك، وبالرغم من هذا فإنّها تُعتبر حقيقية للبعض ممّن يؤمنون بوجوها حيث يعتقدون بأنّها تستخدم في الأسلحة الفتاكة كالأسحلة النوويّة، كما ويُعتقد بأنها لوكالات الاستخبارات الأمريكيّة والبعض الآخر يعتقد أنّها من فعل مخابرات الاتحاد السوفيتي المندثر.
يُعتقد أنّ لمادة الزئبق القدرة على تسهيل عملية صنع القنابل الاندماجيّة، كونها تحتاج إلى ضغط كبير جداً وشديد لكي تبدأ بعمليات التفاعل النووي الإندماجيّ، وبالتالي فإنّ عملية تفجير مادة الزئبق الأحمر توفّر هذا النوع من الضغط من دون الحاجة إلى استخدام الوقود الانشطاريّ، وبالتالي تكون عملية التفاعل النوويّ الاندماجيّ أسهل ومن هنا يزعم البعض من استخدام هذه المادة في الأسلحة النوويّة. ومن الإستخدامات الأخرى المزعومة في مجال الأسلحة النوويّة هو استخدام مادة الزئبق الأحمر في عملية تخصيب اليورانيوم فهو يسهّل هذه العمليّة دون الحاجة لاستخدام أجهزة الطرد المركزيّة التي من السهل اكتشافها وتعقّبها ومعرفة مكان وجودها.
واستخدام مزعوم أخر لمادة الزئبق الأحمر هو استخدامها من قِبل السوفييت فهو يُعتقد أنّهُ يمثّل المفتاح لمجموعة نُظم توجيه الصواريخ الباستيليّة وأنّهُ يُستخدم أيضاً في صناعة الرؤوس الحربيّة التي يتم توجيهها ذاتيّاً كأحد المواد الفاعلة فيها، وكذلك يُعتقد في أنّهُ يُستخدم كمادة بديلة لطلاء المُضاد للرادار كتلك المُستخدمة على طائرات الشبح بحيث يمكن لطائرة أن تتخفّى منها بسهولة ومن دون أن يلتقطها الرادار.
ومن الاعتقادات الشائعة الأخرى أنّ اسم الزئبق الأحمر هو مجرد رمز أو شيفرة وقد يعني الليثيوم ( 6 )، أو اليورانيوم، أو حتى البلوتونيوم. وبالنسبة لمادة الليثيوم ( 6 ) فهي لها صلة بمادة الزئبق وكما أنّ لونها يميل إلى اللون الأحمر واستخداماتها في التفاعلات الاندماجيّة في الأسلحة غير مُعلن عنها بعد ويحوم حولها الغموض.
وهناك العديد من الاعتقادت الأخرى المُتعلقة بهذه المادة ومنها أنّها دخلت في عملية تحنيط المومياوات في عهد الفراعنة، والبعض يعتقد بأنّها تُستخدم لاستحضار الجن ولمعرفة أماكن الكنوز والدفائن وكذلك في إيجاد واستخلاص الذهب. وفي السعوديّة انطلقت إشاعة مفادها أنّ إحدى ماركات مكينة الخياطة تحتوي على مادة الزئبق الأحمر ممّا دفع الناس إلى التهافت عليها لشرائها. وممّا سبق نجد أنّه من الصعب تحديد أماكن وجود هذه المادة لأنها في الواقع تعتبر إلى الآن مجرّد خرافة ولا دليل ملموس عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى