التعليمي

لغة القرآن الكريم

اللغة العربيّة هي أصلُ تخاطبٍ سادَ في الماضي القديم، وما زالَ محافظاً على نَسَقِهِ وقوةِ بيانهِ؛ فيعودُ تأْريخُ قِدَمِهَا لأكثر من ألفي عام قبل ميلاد المسيح، من دون بيان تاريخ النشأة وكيفيتها، وكغيرها من اللغات الحيَّةِ فإنَّها تمتازُ بميّزاتٍ تبين مدى أهمِّيتها يَتضحُ من خلالها إعجازُ نزول القران الكريم بها.

خصائص اللغة العربية

إنَّ دراسة اللغة العربية من خلال التعمق بمقارنتها مع غيرها من اللغات من ناحية: النحت، والتجديد، والاشتقاق؛ يُوضحُ مدى العمق الذي تحمله اللغة العربية في هذا المجال؛ لذا عزيزي القاريء سنذكر لك بعضاً من هذه الخصائص على سبيل المثال لا الحصر:
العراقة والقدم

ازدانت اللغة العربيّة بالشعر الّذي يعود تاريخه على أوسط التقديرات إلى ما قبل قرنين من الإسلام، وما كانت هذه الثورة الشعريّة وليدةَ سنوات قليلة؛ بل هي تطوّرات جرت على اللغة العربية منذ آلاف السنين؛ لتصل إلى ما وصلت إليه.
لغة القرآن الكريم

حَمَلت اللغة العربيةِ كلامَ الله عزّ وجل المُنْزلِ على نبيهِ محمّد صلى الله عليه وسلم؛ لتكون بذلك رسالةً خالدة لا تفنى؛ حيث إنّها لغةٌ تواصل ما بين الأجيال وذلك بسبب حفظ الله لكتابه الذي به حفظ اللغة.
ثبات أصوات الحروف

ُتعدُّ حروف اللغة العربية ثابتةً في المخرج والصوت؛ حتى وإن اختلفت اللهجات؛ فالأصل والاتّفاق على نَسَقٍ واحد أمرٌ مُجْمَعٌ عليه، فلكلّ حرفٍ نَسَبُهُ المحفوظ له، كما تمتاز أصوات حروف اللغة العربية بالشمولية لجميع الأصوات في كلّ اللغات، بل هي تزيد عليها؛ حيث إنَّ مخارجها تَمْتَدُّ على طول امتداد قناة الصوت في الجسم من الشفتين حتى البطن.
مصدريّة الاشتقاق

تمتاز اللغة العربيّة برجوع كلماتها إلى أصول ثابتة ما بين أنْ تكون ثلاثيةً أو رباعيةً أو خماسيةً؛ ممَّا يعطيها قدرةً على الاشتقاق، وذلك بإدخال حروف الزيادة على الأصول لتجديد الكلمات بمعاني جديدة تواكبُ من خلالها اللغة كلّ جديد حادث للناطقين بها؛ ممّا يزيد من اتّساعها وتَكَيُّفِهَا مع الواقع البيئي الّذي تعيشه اللغة، ممَّا جَنّبَهَا اللجوء إلى النحتِ والإلصاقِ لرفد مواردها بجديد الكلمات، فمجالات الاشتقاق فيها واسعة وكثيرةٌ؛ فكلّ زيادة فيها على المبنى تؤدّي إلى زيادة في المعنى.
سلاسة النطق

تمتاز اللغة العربيّة بذلك لعدم قبول ألفاظها البدء بساكنٍ؛ حيث إنَّها تبدأ بمتحرّك وتقف على ساكن، ممَّا أضفى جمالاً على الكلمات المُعْجَمَةِ فيها؛ حيث امتازتْ بقدرتها على الابتداء بالهمزة بكلّ سهولة ويسر عن دون كلّ اللغات؛ حيث تجنّبت التكلّف عند النطق.
تنوّع الاشتقاق

ويُقصد به استخدام نفس الحروف في اشتقاق كلمات مختلفة المعنى؛ لتؤدّي معنىً مستقلاً في نفس الجملة، مثل: الإبدال، والتصحيف، والإعراب، وقلب الحروف.

زر الذهاب إلى الأعلى