الاخبار

لام أكول : “البشير” نجح في حل الخلاف بين الفرقاء في وقت قياسي

%name لام أكول : “البشير” نجح في حل الخلاف بين الفرقاء في وقت قياسي

قال رئيس الحركة الوطنية الديمقراطية “لام أكول أجاوين” إن الإيقاد منذ اندلاع الحرب في العام 2013م حاولت وضع حد للأعمال القتالية، ولم تتوانَ في مناشدة الفرقاء للجلوس والحوار حول القضية الجنوبية، وأشار إلى أن قمة نيروبي اقترحت وجود وساطة لحل الخلاف، وإيقاف الحرب، بدعم من دول الترويكا للوساطة. وأضاف “أكول” بعد تعثر جولات التفاوض في أديس أبابا، رأت الإيقاد نقل المفاوضات إلى الخرطوم، وتم رفع الأمر إلى الإيقاد التي قدرت أن تستمر المفاوضات في الخرطوم لمدة أسبوعين، ومن ثم تنقل إلى كينيا ودول الجوار، وعندما طرحت مبادرة الخرطوم وتم التوقيع على الاتفاقية بنجاح كبير وتم حل الخلافات العالقة بصورة مختلفة عن الجولات السابقة. فإلى مضابط الحوار ..

Table of Contents

*حدثنا.. دكتور “لام أكول”.. عن اتفاقية الخرطوم الأخيرة ؟

عملية سلام الجنوب مرت بعدة مراحل، منذ قمة نيروبي التي عقدتها الإيقاد ثم مرحلة جولات أديس أبابا كنتيجة لقرار قمة الإيقاد بنيروبي في يونيو من العام 2017م وحول ما يجري في جنوب السودان، وقررت الإيقاد، إيقاف الحرب بتفويض المجلس الوزاري للإيقاد، وتم تعيين مبعوث خاص لعملية السلام بالجنوب من الإيقاد في 21 ديسمبر من نفس العام، ثم وقعت الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العدائيات وتسيير أعمال الإغاثة.

وحددت القضايا المطروحة في نفس العام بدعوة الأطراف للمباحثات، وكانت تركز المباحثات على وقف إطلاق النار لخلق مناخ مناسب وملائم للعملية السياسية، وتم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار ووقف العدائيات وتسيير الإغاثة للمواطنين، وفي يناير بأديس أبابا في العام نفسه جرت المباحثات السياسية وتركزت في الحكم والترتيبات الأمنية وصدر مقترح في آخر جولة وتم رفضه من جميع الأطراف حول الحكم والترتيبات الأمنية.
وجرت جولات مكوكية ومكثفة سداسية بين الحكومة والحركة الشعبية بالمعارضة وتحالف المجموعات المعارضة والأحزاب السياسية.

*هل تم تغيير مقترح التجسير؟

لم يتم تغيير المقترح وما وقع في الاتفاقية مهد الطريق إلى جولة ثالثة بالمقترح نفسه.
وتم رفع الأمر إلى الإيقاد بعد رفض الأطراف المعارضة لمقترحات الحكومة في أديس أبابا، ورأت الإيقاد بأن تستمر المفاوضات في الخرطوم لمدة أسبوعين ومن ثم نقلها إلى دولة أخرى وعندما أتت إلى الخرطوم تم توقيع على الاتفاقية في وقت قياسي وتوصل الأطراف إلى اتفاق حول المسائل العالقة.

*لماذا تحفظ “لام أكول” ومجموعة المعتقلين عن الأحرف الأولى ؟

كنا نقول إنه يجب مناقشة بعض النقاط مع التنظيمات، ورأت التنظيمات أن الاتفاقية لابد أن تأخذ وقتاً كافياً لمناقشتها وكان لديهم رأي في بعض النقاط لذلك لم يكن التوقيع شاملا في اتفاق الأحرف الأولى وهناك اعتراض كان على المواد (4،5،6) وتم إجراء مناقشات ومشاورات بين تحالف المعارضة والأحزاب السياسية ومجموعة المعتقلين مع الوساطة وفي (5) أغسطس حلت الخلافات ووقعت المجموعات.

*مما كان يتخوف “لام أكول” عند اللحظات الأخيرة للاتفاقية؟

لم اكن متخوفا من التوقيع بالأحرف الأولى وكنت معترضا على المادة (4)، في اتفاقية الحكم، لأن هذه المادة لم تخضع للنقاش بين الحكومة، والحركة الشعبية بالمعارضة، ووافق الطرفان وتم تضمينها في الاتفاقية.

*هل رفض توقيع “توماس شيرلو” رئيس جبهة الخلاصة سيعرقل اتفاقية السلام بالجنوب؟

لم ترفض جبهة الخلاص بقيادة “توماس” التوقيع على إطلاقه، بل كانت لديها تحفظات وأنها أبدت بعد التحفظات ولم تخرج من التفاوض ونتوقع في المرحلة المقبلة أن يكونوا موجودين.

*شهد التوقيع على الاتفاق النهائي حول القضايا العالقة تعابير كانت بادية على وجه “سلفا كير” وامتنع عن مصافحة “مشار” فهل هي مؤشرات تدل على الرفض ؟

طبعاً لابد لأي اتفاقية تكون هناك إرادة سياسية حقيقية، وغياب تلك الإرادة أدى لفشل اتفاقية أغسطس في العام 2015م ، عدم وجود الإرادة السياسية وحتى النقاش حول الـ(32) ولاية، جاء نتيجة لخرق الرئيس “سلفا كير” لاتفاق السلام وخرق الدستور وفي السابق الرئيس خرق الاتفاقية نفسها ورفضها، وقال بأن الاتفاقية غير قابلة للتطبيق وانها ليست كتاباً مقدساً ولذلك الإرادة السياسية مهمة.
وأثناء التوقيع رفض الرئيس “سلفا كير” السلام على دكتور “رياك مشار”، وكانت إشارة غير موفقة ويجب تغيير ما في النفوس لأجل المواطن الجنوبي الذي عانى بسبب الحرب والعمل لأجل السلام.

*أين الأحزاب السياسية و”لام أكول” من المشهد السياسي؟

دورنا كطرف من هذه الاتفاقية الموقعة دور في الأول الالتزام بالاتفاقية مع الآخرين، وثانياً التبشير بها وثالثاُ الاتفاقية عملت محاصصة في الترتيبات الأمنية والحكم ولابد الالتزام بدورنا بصدق وأمانة في المؤسسات الدولية ونؤدي دورنا بصورة فعالة، ويجب القيام بدورنا بالصور الأساسية التي تساعد في بناء الدولة.

*لماذا عجزت الأطراف عن تجاوز نقطة الـ(32) ولاية ؟

هو موضع خلاف، قضية الولايات الـ(32)، لم تخضع للمناقشة من قبل الجميع، خضعت للمناقشة بين الحكومة والحركة الشعبية بالمعارضة، لذلك لم يقبل التحالف بذلك حسب الاتفاقية الأخيرة، ونقول إن هذه النقطة لابد أن تخضع للنقاش بين الأطراف والتوافق في مناقشتها من جديد.

*ارجع البعض غياب “باقان أموم” عن اتفاق السلام أنه رفض للاتفاقية؟

“باقان أموم”، ليس بشخص، وهو رئيس مجموعة معنية بالعملية السلمية، والآن مجموعة “باقان” وقعت على الاتفاقية وليس لدينا دليل على صحة رفضه للاتفاقية.

*الرئيس “سلفا كير” أعلن العفو عن قيادات المعارضة، أليست خطوة جيدة في عملية المصالحة ؟

العفو لا يصدر من شخص، وكل شخص عمل شيئاً يجب العفو عنه، والرئيس “سلفا كير” شخصياً خرق اتفاقية العام 2015م وأيضاً “سلفا كير” يستحق العفو، ودائماً في الاتفاقيات يكون هناك عفو شامل لأطراف العملية السياسية، لبناء روح التسامح ولتسود المحبة بينهم.

*قالت قيادات الحركة الشعبية إن الغبن الشخصي بدأ في مؤتمر الحركة الشعبية بجوبا في العام 2008م الذي قاد إلى انشقاقها، هل الحركة قبل المؤتمر كانت على ما يرام؟

الصراع في الحركة بدأ (أبدر من كدا).. وكنا نقول إن الحركة غير مؤهلة سياسياً للحُكم، ولا يوجد جناح سياسي مؤهل للقيام بالدور الذي أوكل إليه نتيجة لاتفاقية السلام الشامل 2005م لقيادة الجنوب.
ولكن الكثير لم يصدقوا حديثنا وعندما تحدثنا كان يتم اتهامنا، وعند انفصال الجنوب حدث كل ما تحدثنا عنه والحركة الشعبية اشعلت الحرب في العام 2013م وبدأت الخلافات بين قيادات الحركة نفسها.

*بعض قيادات الجنوب قالت إن الإيقاد تأخرت في دعوة الأطراف لإنهاء الأزمة ؟

إيقاد منذ الحرب 2013م حاولت وضع حد للحرب ولم تتوان في مناشدة الطرفين للجلوس والحوار في قمة نيروبي، وقدرت قمة الإيقاد أن تكون هناك وساطة لحل الخلاف الجنوبي ــ جنوبي ودول الترويكا دعمت الوساطة، وهذا دور مقدر من هذه الأطراف، وحتى في أديس أبابا وقفوا مع شعب جنوب السودان.

*خلال (7) سنوات منذ إعلان الانفصال فشلت قيادات الحركة في إدارة الدولة، كيف ترى ذلك؟

ليس قيادات الدولة بل قيادات الحركة الشعبية لجهة، أنهم من يسيطر على مفاصل السُلطة في الجنوب وفشلوا في إدارة الدولة وهذه حقيقة.

*هل تتوحد الحركة بعد الحرب؟

لن تتوحد الحركة الشعبية في الجنوب مرة أخرى.

*إذاً ماهو الجديد ؟

سؤال مهم حول ماهو الجديد في الاتفاقية لأن الاتفاقية الموقعة الآن تضع نفس الصورة التي تمت في العام 2015م الحكومة الانتقالية نفس الحكومة في العام 2015م وما الذي يجعل الاتفاقيات الماضية تفشل وهذا الاتفاق ينجح إذا ماهو الجديد نتساءل في الاتفاقية حول ما الشيء الجديد.
وكنا نرغب في حكومة تكنوقراط تقود الدولة في الفترة الانتقالية، ولكن المقترح رفض من أجنحة الحركة الشعبية، ما عدا مجموعة المعتقلين السابقين وافقت على المقترح.

*مسألة وجود جيشين يعيد سيناريو أحداث العام 2013م ماهي الضمانات؟

ليس هناك جيشان في الدول ولا يوجد جيشان في الاتفاق الحالي ينص على تكوين جيش قومي، وفي مرحلة ما قبل الانتقالية كانت في أول ثلاث سنوات وأصبحت أربع سنوات ثم أربعة شهور ثم ثمانية شهور وهي كافية لخلق نواة لجيش وطني قومي في دولة جنوب السودان.

أين المواطن في هذه الاتفاقية؟

المواطن اكتوى بالحرب ولجأ إلى دول الجوار وشرد وقتل وفتن بحرب إثنية نتيجة للحرب وصراع الأفيال زاد من معاناة المواطنين.

كيف تنظر لزيادة أعضاء مؤسسات الحكومة بالاتفاقية (البرلمان ومجلس الوزراء والرئاسة) في ظل الانهيار الاقتصادي للجنوب ؟

منذ الأول تحدثنا عن إيجاد حكومة رشيدة لإدارة موارد الدولة وحماية المواطن الجنوبي وتقدم له خدمات الصحة والتعليم ولا يمكن صرف أموال الدولة على برلمان من (600) شخص، ومجلس وزراء من (35) شخصاً والرئاسة (10) أشخاص، والمواطن يعاني من التهجير والتشريد والقتل نتيجة للحرب والمواطن يحتاج إلى إعادة توطين وتأهيل بعد تضرره من الحرب.

*ما هو تقييمك لدور الرئيس “البشير” حول نجاح المبادرة؟

الرئيس “البشير” هو أكثر شخص مؤهل لقيادة السلام في الجنوب، وكان رئيساً علينا جميعاً بما في ذلك “سلفا كير” نفسه.
(ويعرف الناس فردا فرداً) وهو الذي يقود دولة تجاور جنوب السودان وشعب السودان واعي وطيب ومؤهل الرئيس “البشير” نجح في حل الخلافات بين الأطراف في وقت قياسي.

*ماهي رسائل “لام” بعد توقيع السلام والمرحلة المقبلة؟

أولاً أقول لأبناء الجنوب نعتذر لكم مما حدث من صنع قيادات الجنوب نتيجة لطمع القيادة في السُلطة وهذا يتطلب الاعتذار للمواطنين.
وأقول إذا تصافت النفوس والتزمت القيادات بالتوقيع الذي تم سيكون تعويضاً لهم وأتمنى السلام بأن يعوضهم معاناتهم.
وثانياً أقول للقادة بالجنوب كلمة واحدة فقط أرجو أن يجعلوا مصلحة المواطن فوق المصلحة الشخصية لهم.

حوار – فائز عبد الله

الخرطوم (صحيفة المجهر السياسي)

زر الذهاب إلى الأعلى