اقوال وحكم

كيفية حركه القمر

القمر

يعد القمر من عجائب الخالق سبحانه وتعالى في خلقه، ونعمة من نعمه الّتي منّ بها على عباده، فيسري بهم قوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) { النحل: 12 }، وقال تعالى أيضا : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) {سورة يس الآية: 40}.
هنا يتجلّى تصوير الله لحالة القمر في الفضاء، في حركته حول الأرض، وحركته والأرض معاً حول الشمس. إنّ القمر في حركته لم يخُلق عبثاً، وإنّما خُلق لحكمةٍ فيها خيرٌ للإنسان، وتيسيرٌ لحياته، وليعلم عدد السّنين والحساب.
القمر، هذا الجسم الفضائي ما هو في حقيقة الأمر إلّا صخرةٌ شبه كرويّةٍ تتبع الأرض في مجرّة درب التبّانة. تبلغ مساحة سطحه 38،000،000 كم2. يدور هذا الجرم السماوي حول الأرض بمسار شبه دائري تقريباً، ويتمّ القمر دورةً كاملةً حول سطح الكرة الأرضيّة في مدّة تتراوح ما بين 27-29 يوماً فيما يُسمّى بالدورة الصغرى وهي الدورة التي يستغرقها القمر ليتمّ مساره الدائري من نقطة الانطلاق حتى العودة إليها، بناءً على حساب هذه الدّورة بالنسبة للنجوم أو للشمس.
تتسبّب حركة القمر حول الأرض بما يسمّى بالمدّ والجزر، وهو ارتفاع وانخفاض مستوى سطح البحر؛ بسبب تأثير جاذبيّة القمر عند اقترابه أو ابتعاده عن الأرض؛ حسب موضعه من المسار شبه الدائري في دورته حول الأرض.

 
أطلق العلماء على القمر في بداية هذه الدّورة اسم الهلال، وهو يوحي بالشكل الهلالي للقمر؛ الّذي ينتج عن انعكاس أشعّة الشّمس على المساحة الصغيرة من سطح القمر، ما يتسبّب بتوهجه وتعتيم الجزء المتبقّي، ليظهر في نهاية الأمر هلالاً، ويبدأ مع رؤيته الشهر القمري.
تأخذ المساحة المتوهّجة بسبب انعكاس أشعة الشمس عليها بالازدياد تدريجياً إلى أن يتمّ القمر نصف حركته شبه الدائرية حول الكرة الأرضية، فيبدو لنا كأنّ القمر متوهج بأكمله، ويطلق عليه حينئذٍ البدر، وهنا يتمركز القمر بشكل خطٍ مستقيمٍ مع الأرض.
ما بين الهلال والقمر هنالك مرحلتان، يطلق عليهما اسم التربيع الأول في السابع من الشهر القمري، والأحدب الأول في منتصف ليلة الحادي عشر من الشهر القمري.
تأخذ أشعة الشمس المنعكسة على سطح القمر بالتناقص شيئاً فشيئاً؛ حتّى يصل القمر في نهاية الشهر القمري للمحاق. خلال النصف الثاني من الدورة القمرية، يمرّ القمر بمرحلة الأحدب الثاني في الثامن عشر من الشهر القمري، ثم التربيع الثاني في السادس والعشرين من الشهر القمري.
تتسبّب حركة القمر حول الأرض بظاهرتين فلكيّتين، الأولى تدعى الكسوف، أو كسوف الشمس، وفيها يقع القمر ما بين الشمس والأرض ممّا يتسبّب بحجب أشعة الشمس عن الكرة الأرضيّة لفترة بسيطة، وتتكرّر هذه الظاهرة مرّتين أو ثلاثاً في السّنة.
أمّا الظاهرة الثانية، فتدعى الخسوف أو خسوف القمر، حيث يقع كلٌّ من القمر والأرض والشمس على خطٍّ مستقيمٍ بالترتيب المذكور، وهنا يقع القمر تحت غطاء ظلّ الأرض التي تحجب عنه أشعة الشمس، ما يتسبب في تعتيمه تماماً، وهو إما أن يكون جزئيّاً أو كليّاً.
تعتبر حركة القمر حول الأرض عاملأ أساسيّاً في ملاحة البحّارة والطيارين وعلماء الفلك، والركيزة الأساسية لتحديد السنة والأشهر القمرية التي يستخدمها المسلمون في تاريخهم.

زر الذهاب إلى الأعلى