همس القوافي

قصيدة عن العطر و الورد , شعر عن الورد الاحمر , كلام غزل في الورد نزار قباني

انتظرتك بالوعد كلي عتاب
………….. ويوم شفتك صرت انا كلي عذر
صاحبي واللي خلق يوم الحساب
………….. مالقيت الا انت لي منك مفر
لي سؤال ٍ في عيونك له جواب
………….. وفي عيوني من عيونك له قهر
ليه أحبك ؟ وانت لي هم وعذاب
…………… ليه قربك نار وفراقك جمر
ليه أشوف الكون من دونك خراب
………….. ليه اشوف اليوم بغيابك دهر
ليه اصدقك ومواعيدك ..سراب
………….. ليه أكذّب جيّـتك لي وانتظر !!
ظالمي حلـّفتك بـ ربّ الكتاب
………….. ليه كل ماجيت اعاتبك ..اعتذر ؟!
السمـا لاجلك تغـار من التراب
………….. كل نجمة ودهـا بـ ارضك حجر
كل زين ٍ من حلا زينك يهـاب
………….. وكل عطر ٍ وده انك لـه عطـر !
وكل عمر ٍ لك يبي عمره شباب
………….. وكل درب ٍ منك يتمنـى أثر !
الحضور ان غبت غار من الغياب
………….. والغياب ان جيت رافقك وحضر
علّ قلبي لانسيتـك للذهــاب
………….. وعلّ عيني لاسليتـك للسهـر
ليتني مابين كفـّك والخضـاب
………….. وليتني أبعد عليك من القمر
وليتني لك جرح وازيدك صواب
………….. وللعذاب اهديك من عمري عمر
كيف افسّر لك شعوري في خطاب
………….. كيف احسسك بعذابي بالشعر ؟!
كل حرف ٍ لانزفتـه منك ذاب
………….. وكل قاف ٍ لاصرخته يـ نـ كـ سـ ر
صاااحبي .. بموووت من كثر العتاب
…………… إلتفت لي , واعتبرها لك عذر !!

نزار قباني

العطر لغةٌ لها مفرداتها ، وحروفها ، وأبجديتها ، ككل
اللغات .
والعطور أصنافٌ وأمزجة .
منها ما هو تمتمة ..
ومنها ما هو صلاة ..
ومنها ما هو غزوةٌ بربرية …
وللعطر المتحضر روعته ..
كما للعطر المتوحش روعته أيضاً ..
وهذا بالطبع يتوقف على الحالة النفسية التي نكون فيها،
عندما نستقبل العطر . وعلى نوع المرأة التي تستعمل
العطر .
والرجل أيضاً ، يلعب لعبته في تقييم العطر ..
بمعنى أن أنف الرجل مرتبطٌ بثقافته ، وتجربته، ومستواه
الحضاري .
هناك رجالٌ يفضلون العطور التي تهمس..
منهم من يفضلون العطور التي تصرخ..
ومنهم من يفضلون العطور التي تغتال ….
ثم أن نوعية علاقتنا بالمرأة تلعب دورها في تحديد نوع
العطر الذي يقنعنا ..
فعطر العشيقة شيء ..
وعطر الحبيبة شيءٌ آخر ..
وعطر الطالبة ذات السبع عشر سنة شيء ..
وعطر السيدة في الأربعين شيءٌ مختلف ..
وبالنسبة لي، يتغير العطر الذي أحب ، بتغير حالتي النفسية ..
ففي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي نسي الكلام …
وفي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي يدخل في حوار
طويل معي ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المسالم ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المتوحش ..
والعدواني ..
على أن خياري الأول والأخير، في مسألة العطر ، هو
أنني أحب المرأة ـ الغمامة التي تخرج من تحت الدوش
وهي لا تحمل على جسدها إلا رائحة الصابون ..
وقطرات الماء …

هلا باللي , متون النسائــــم , جابتــه
………. آسـتـقــبلـــه , والدمـوع الوافـــيــه , تـنـتـــــثــــر ..!

اللي , زهـــور الربيــع .. ب ْجيتـه نابتـه
………. وسرب الحمام إيتـغـــنـآ , في غصـون الشـجــر ..!

مع ريحة العطــر , قلبــي يأخــذ أطــرابـتـه
………. و ريحة احبـابـي , تـنـعـش كــل روضٍ خضـر ..!

كـنـه مع الصبح مّوعــد , والليالـي هابتــه
………. مع ضحكـةٍ , في وجّـيـه الحـزن , ترسـم ثغــر ..

تـنـفسـته المشاعــر, والصـدر في رحــابتــه ..
………. حتى نسيــت : الجروح , وكثر نوحـي , والسهــر ..

لبيه ياللـي , متـــون النسائـــــم , جابتــــه
………. استـقـبـله , والعــيــــون الوافـيــــه ,, تـنهـــمـــر ..!

زر الذهاب إلى الأعلى