متفرقات

قصة سهل بن سعد

بسم الله، والحمد لله رب العالمين، معز المؤمنين، ومذل الكفر والمشركين، والصلاة والسلام على سيد الأنام، خاتم المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين، أمّا بعد:

فحديثنا اليوم عن صحابي جليل وإمام فاضل من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان قد توفي أبوه ورسول -الله صلى الله عليه وسلم- ما يزال حيًا، وكان من صغار الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، ألا وهو الصحابي الجليل سهل بن سعد.

اسمه وكنيته:

هو أبو العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعد بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي‏. وهناك من قال إن كنيته هي “أبا يحيى”، ولد قبل الهجرة بخمس سنين.

ويذكر أنه اسمه في الأصل كان “حزنًا” ولكن الرسول        -صلى الله عليه وسلم- قام بتغيير ذلك الاسم إلى اسم سهل؛ وذلك لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحب الأسماء الطيبة الحسنة والإيجابية، وكان يغير كل الأسماء القبيحة أو التي تحتوي على شرك بالله تعالى، مثل عبد الشمس، وغيرها.

عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل، عن أبيه، عن جده، قال: كانّ اسم سهل بن سعد حزنًا، فغيره النبي.

روايته للحديث:

روى الصحابي سهل بن سعد عدة أحاديث، وروى عنه كبار الصحابة، مثل أبو هريرة، ابن شهاب الزهري، وسعيد من المسيب، وغيرهم من الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين.

حياته:

لقد أمدّ الله في عمر الصحابي سهل بن سعد، وعاش طويلًا، حتى أنّه أدرك الحجاج في حياته، ويذكر أنّ الحجاج أرسل له ذات يوم، وسأله: لما لم تنصر أمير المؤمنين عثمان؟، فقال له سعد: فعلت، قال له: كذبت، وأمر بأن يختم على عنقه؛ إذلالًا منه له، حتى يبتعد عنه الناس ولا يسمعوا منه.

يذكر أن سعد قد تزوج بالكثير من النساء، فقد روي أنّه تزوج بخمس عشرة امرأة، وأنّه في يوم من الأيام كان قد دعي إلى وليمة، وكانت في تلك الوليمة تسع من مطلقاته، وقفن له بعد انتهاء الوليمة، وقلن: كيف أنت يا أبا العباس.

يقول سهل بن سعد الساعدي: خرجت إلى بيت المقدس حتى أتيت دمشق، فوجدت أهله يعلقون الديباج والحجب، والنساء يلعبون في الدف، فقلت: ألأهل الشام عيد لا نعرفه؟ فوجد قومًا يتحدثون، فسألهم ألكم عيد لا نعرفه؟، فقالوا له: يا شيخ نراك غريبًا، فقال: فقال أنا سهل بن سعد، رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأحمل حديثًا، فقالوا: ما أعجب السماء لم لا تمطر دمًا، والأرض لم تخسف، فقال: ولم هذا؟، قالوا: هذا رأس الحسين يهدى من العراق.

وفاته:

توفي بالمدينة سنة 88 هـ وقيل بعدها. وهو آخر الصحابة وفاة في المدينة. وقال بعضهم أنّه عاش مائة سنة أو أكثر وعلى هذا يكون توفي سنة ست وتسعين أو بعدها

زر الذهاب إلى الأعلى