التعليمي

قانون نيوتن

القوة هي ذلك الفعل الذي نستطيع ملاحظته عندما يؤثر على الأجسام، فيكسبها حركة ذات تسارع معين يزيد كلما زادت القوة، وقد كان للعالم الشهير اسحاق نيوتن فضل السبق في اكتشاف أبرز قوى الطبيعة، التي باتت تعرف باسم قوة الجاذبية الأرضية، وكان ذلك عندما لاحظ التفاحة وهي تسقط من الشجرة، فعلم ان هناك قوة جعلتها تتحرك باتجاه الارض، وبدأ يفكر في هذه الظاهرة التي وجدها تملأ الكون من حوله، وظل نيوتن بعد ذلك يرصد ويدرس ويحلل، حتى تمكن من صياغة نظرياته الثلاث الشهيرة والتي سميت باسمه : قانون نيوتن الاول وقانون نيوتن الثاني وقانون نيوتن الثالث، وقد فجرت هذه القوانين ثورة علمية كبيرة جعلت صاحبها يتربع على كرسي الزعامة العلمية في مجال الفيزياء، وفتحت آفاق التطور والصناعة ليتمكن الانسان في القرن العشرين ان يرصد القوى حوله في هذا الكون فيسخرها لخدمته ويطوعها لتيسر له عمارة الأرض.

لقد تمكن نيوتن من قياس القوة والتعرف عليها، فكان اسمه هو الرمز العلمي المعترف به حول العالم لقياس القوة،(نيوتن ) هذا الاسم اصبح يعبر عن تلك الكمية من الفعل التي ان أثرت على جسم من أي مادة كتلته كيلو جرام واحد فإنها تكسبه تسارعاً مقداره متر لكل ثانية تربيعية، اي ان وحدة قياس القوة هي النيوتن الذي يرصد مقدار القوة بقدر ما تحدثه هذه القوة من تأثير على جسم معين، وبهذا يمكننا القول بأن وحدة قياس القوة مكونة من عنصرين هما الكتلة والتسارع، الاولى هي كتلة الجسم الذي تؤثر عليه القوة فتحركه والتاني هو مقدار الزيادة في سرعة الجسم كل ثانية من الزمن، ويجدر القول ان القوة تقاس بمقدار السرعة التي تكسبها للوحدة الواحدة من كتلة الجسم الذي تؤثر عليه.

لم يكن هذا الأمر متاحا قبل أن يفكر به اسحاق نيوتن، ولم يتمكن أحد قبله من قياس القوة أو التفكير بها بهذا العمق، لقد اوجد نيوتن مفهوم التسارع ( العجلة ) وهو المكون الأساسي لقياس القوة، فلم يعد التفكير محصورا في السرعة المنتظمة ، وبذلك استطعنا فهم الزيادة المضطردة الناتجة من سقوط الأجسام من المناطق المرتفعة، وأصبحنا نتحدث عن قوة الجاذبية الأرضية كما لو كنا نراها فعلا، وأصبحت وحدة قياسها مشهورة جدا، فهي تساوي 9.81 نيوتن أي ان الكيلو جرام الواحد عندما يسقط حرا في الهواء فانه يتسارع بمقدار 9.81 متر لكل ثانية كلما مرت ثانية من الوقت.

وبنفس الطريقة أمكننا قياس القوى الأخرى في الطبيعة سواء كانت ناتجة من الأرض والكواكب او ناتجة من فعل الانسان والكائنات الأخرى، وكان لا بد من تحليل القوى  ليتمكن جمعها وقياسها في متجهات موحدة.

كانت هذه قصة قياس القوة والتعرف عليها التي أبدعها اسحاق نيوتن الذي مهّد لكل هذا الثورة الصناعية التي شهدها العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى