التعليمي

علماء يكتشفون جزيئاً جديداً داخل أصغر مكونات نواة الذرة

أعلنت جامعة «زيوريخ» السويسرية نجاح فريق من باحثيها لدى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) في اكتشاف جزيء لم يكن معروفا من قبل في نواة الذرة أطلق عليه اسم «باريون».
وأضافت الجامعة في بيان لها أمس ان خواص «باريون» هي انه متعادل في الشحنة الكهربائية ويتساوى في كتلته مع كتلة ذرة «الليثيوم» لذا فهو ثقيل ويدور حول نفسه بسرعة تقل عن سرعة الجسيمات الأخرى بمقدار الثلث.

وأكد الباحثون حصولهم على 21 دليلا على صحة وجود «باريون» وأنه ناتج عن ادماج ثلاث وحدات من «كوارك» الذي يعد الى جانب «الليبتونات» و«البوزونات» من أصغر مكونات المادة.

ويمثل هذا العدد من الأدلة أربعة اضعاف ما يحتاجه العلماء لتأكيد حقيقة اي اكتشاف في تحليل النتائج الصادرة عن المعجل التصادمي العملاق «هادورن» للتفرقة بين النتائج المؤكدة والنتائج التي تأتي من قبيل الصدفة ودون الاستناد الى حقائق ما يجعل من تلك النتائج اكتشافا علميا أكيدا. ويثبت هذا الاكتشاف الجديد النظريات السابقة التي كانت ترى ان «كوارك» الذي هو في الأساس احد مكونات «البروتونات» و«النيوترونات» داخل نواة الذرة يتكون من مجموعة مختلفة من الجزيئات الأصغر والمختلفة في الكتل والشحنات الكهربائية هي «البيرونات».

ويأتي هذا الاكتشاف العلمي بفضل التقنية العالية التي يتمتع بها جهاز الكشف عن مكونات المادة والمعروف اختصارا باسم «سي ام اس» المثبت على مصادم الجزيئات الضخم «هادورن» في مختبر «سيرن». ويعمل فريق يتألف من 300 عالم فيزيائي من مختلف دول العالم على تحليل وتقييم النتائج التي يعطيها كاشف الجزيئات العملاق «سي ام اس» لذا فإن انفراد فريق علماء جامعة «زيورخ» بهذا الكشف يمثل انتصارا للجامعة. ويعول علماء الفيزياء على الاستفادة من هذه النتائج لرصد وتحليل البيانات الناجمة عن تصادم الجزيئات بسرعة فائقة في محاولة للوصول الى اصل المادة لذا فإنهم يرون ان العثور على «باريون» دليل على وجود ما هو اصغر داخل نواة الذرة وصولا الى احتمال العثور على «بوزون هيغز» الذي يوصف نظريا بأنه مانح الكتلة للمادة والتي تنشأ منه بالأصل.

وكان العلماء توقعوا العام الماضي التوصل الى «بوزون هيغز» هذا العام بعد التصادم الهائل للجزيئات وتحليل الطيف الناجم عنه لذا فإن اكتشاف «باريون» في الوقت الحالي يعد امرا على قدر كبير من الأهمية اذ قد يتمكن العلماء من معرفة اصل المادة عمليا ومدى مطابقة ذلك مع الفيزياء النظرية وعلاقة الكتلة بالطاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى