همس القوافي

شعر ترحيب بالعام الدراسي الجديد , قصيدة عن العام الدراسي , اشعار ترحيبيه للعام الدراسي

أزكى التهاني من فؤادي تُنْثَرُ
لكِ يا مدارسُ كالعروس تنوَّرُ

هُبِّي فهذا الصيفُ آذنَ راحِلاً
والنَّومُ فارَقَ والطُّيُورُ تُبَشِّرُ

عادتْ فدَبَّتْ للحياةِ ازاهِرٌ
وتمايسَ الوَرْدُ الرَّشيقُ يُعَطِّرُ

والنَّخْلُ يعلو والنَّسيمُ يحفُّهُ
يُدْني لهُ سَعَفاً وطَوْراً يَنْشُرُ

فتساقَطَ الرُّطبُ الشَّهيُّ بفعلِهِ
لو كانَ ينْطِقُ قالَ صَحبي أبْشِروا

ذوقوا الحلاوةَ إنّني أعْدَدتُّها
لِتَكونَ في اسْتِقْبالِكم يا معشَرُ

ما في الْمَدَارِسِ غيرُ شهدٍ يُرْتَجى
ومَذَاقُهُ عِنْدَ التَّعَلُّمِ يَظْهَرُ

يومُ الْمُنى لَمَّا نرى طلابَنا
مِنْ غَيْرِهِمْ هذي الْمَدارِسُ تُقْفِرُ

فبهم نرى جِدَّ الحياةِ وسَيْرِها
وَغَراسُهم ينمو بنا فاسْتَبْشِروا

كمْ منْ جُهُودٍ حين نغرِسُ نخلَةً
وَنُعِدُّ في الأرضِ السَّمادَ ونَحْفِرُ

وتَخالُنا في فرْحَةٍ فَيَّاضَةٍ
لَمَّا نرى شَجَراً يَطِيبُ ويُثمِرُ

وبناءِ جيلٍ عامِلٍ يحتاجُنا
وَلأجلِ إعدادِ الشَّبابِ سَنَصْبرُ

أنُريدُ جيلاً ليسَ فيهِ شجاعَةٌ
أنُريدُ جيلاً ضائعاً يَسْتَهْتِرُ؟

يكفي عَجِزنا أنْ نُعيدَ دِيارَنا
من غاصِبِ الأقصى ونَحْنُ نُثرْثِرُ

وأقَلُّها إعدادُ جيلٍ حازِمٍ
بالعِلْمِ يُحْرِزُ دارَنا ويُحَرِّرُ

فاخفِضْ جناحَكَ حين تبني أنفُساً
وافتحْ لهمْ سُبُلَ الحياةِ لِيَعْبُروا

واجعَلْ لهمْ من جُهدِ برِّكَ راحَةً
حتَّى يروا فضلاً لها إذْ يَكْبُروا

ومِنَ اللسانِ حَلاوةً وطلاوَةً
تُثري بها ألفاظَهُمْ وتُطَهِّرُ

هيَّا اشْتَروا قاموسَ ألفاظٍ سَمَتْ
واسْتَعْمِلوا الأحلى ولا تَتَأخَّروا

في كلِّ أعمال الحِسابِ ففَكِّروا
لكِنْ هُنا بالضَّربِ خابَ مُفَكِّرُ

فالطِّفْلُ بالقَوْلِ الرَّقيْقِ يُحِبُّكمْ
وبشَخْطَةٍ أو لَطْمَةٍ قد يَفْجُرُ

وإذا قَسَوْتُمْ حين يكبرُ مثلَكُمْ
يُضْحي أشَدَّ قساوَةً فيُكَسِّرُ

إيَّاكَ منْ شَدٍّ لأذْنٍ غضَّةٍ
ما مِثلُها يمْتَطُّ ثمَّ يُكَرْكِرُ

وعلى القَفَا أمْسِكْ بكَفِّكَ ساعَةً
فإذا هَوَتْ يا وَيْحَ كفٍّ تخْسَرُ

ولقدْ روى لي بعْضُهمْ عنْ شَيخِهمْ
يبدو كما الأسَدِ الهَصُورِ يُزَمْجِرُ

فإذا تكاسَلَ طالِبٌ عنْ دَرْسِهِ
يا سُوءَ يومٍ كم يَعَضُّ ويَهْصُرُ

ويدُوسُ بالأقدامِ غضَّ عِظامِهِ
والطِّفْلُ منْ فَزَعٍ يبولُ ويَزْمُرُ

كم طالبٍ ترَكَ الدِّراسَةَ خائفاً
وغدا حليفَ الجَهْلِ مِنَّا يثأرُ

ويَصِيرُ عِبْئاً فوقَ كاهِلِ أُمَّةٍ
فيَشُدُّها للخَلْفِ وهوِ تَأخُّرُ

فالرَّحْمَةُ [1] الْمُهْدَاةُ لانَ لأُمَّةٍ
يا حُسْنَ تربيَةٍ تدومُ وتَعْمُرُ

حُييْتُمُ يا إخوتي وأحِبَّتي
هيَّا انْشُروا للعِلْمِ تاجاً يُزهرُ

هذي الْمَدَارِسُ ترتقي عِلْماً بكمْ
طوبى لكمْ ومعَ الْمُديرِ فَشَمِّروا

زر الذهاب إلى الأعلى