التعليمي

سكن قوم ثمود

ثمود

قوم صالح عليه السلام هو قوم ثمود، وقد أرسل الله تعالى نبيه ورسوله صالحاً إلى ثمود حتى يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له، وقد ذكر القرآن الكريم قصة صالح مع قومه، وكيف دعاهم رسول الله صالحاً إلى دعوة التوحيد، وكيف رفضوا هذه الدعوة، وكيف أيّد الله تعالى رسول صالحاً بمعجزة الناقة، والتي كذب بها قومه، حتى أتاهم عذاب الله تعالى الشديد.

مكان سكن ثمود

ثمود أساساً هي من القبائل العربية البائدة المندثرة تماماً كقبيلة عاد، ومدين، وجرهم، ولقد أورد القرآن اسماً آخر للثموديين وهو أصحاب الحجر، وقد سمّاهم القرآن الكريم بهذا الاسم نسبة إلى الحجر والتي تقع ضمن المناطق الواقعة بين كل من أرض الحجاز من شبه الجزيرة العربية، وأرض الشام الواقعة إلى شمال الحجاز والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، ويمكن لمن يسافر على الطريق البري اليوم بين المنطقتين أن يمر بهذه الأرض، وقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض ثمود أو الحجر وهو في الطريق لغزوة تبوك.

بحسب أقوال الرواة، والمؤرخين فإنّ ثمود كانوا قد سكنوا في المناطق الحجازية وما يجاورها من المناطق، أي من أرض الحجاز إلى سوريا تقريباً، وهناك بعض الدراسات والمعطيات تؤكد أن هؤلاء القوم تمددوا أيضاً إلى أن وصلوا منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة من أرض الجزيرة العربية وقد كان ذلك قبل ثمانية قرون من ميلاد السيد المسيح.

الآثار

لا تزال آثار ثمود ماثلة إلى يومنا هذا، وقد اشتهر قوم ثمود بقدرتهم العالية على أن ينحتوا البيوت من الجبال، وقد وردت هذه الخاصية للثموديين في قوله تعالى: (وتنحتون من الجبال بيوتاً)، كما ذكرت قدرتهم العجيبة التي وهبهم إياها الله تعالى والتي اختصّت بقدرتهم المتميزة على التعامل مع الصخور، وتعديلها، ونحتها، وغير ذلك من العمليات التي تجرى على الصخور، قال تعالى: (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد).

الدارسون لعلم الآثار يرون بوضوح خصائص قوم ثمود، كما يلمسون بأمّ أعينهم طبيعة الحياة، وتفاصيل العبادة لدى هؤلاء الناس، أمّا المعجزة الإلهية التي أرسلها الله تعالى إليهم فهي تنسجم تماماً مع قدرتهم العالية على التعامل مع الصخور ونحتها وبناء مساكنهم منها، وهذه الناقة التي أخرجها الله تعالى لهم من الصخر لهي المثال الأكبر، والدليل الأوضح بالنسبة لهم ولمن تبعهم وسار على دربهم فيما بعد على أنه مهما عظمت قدرة الإنسان، وموهبته، فلن يستطيع بلوغ قدرة الله تعالى أبداً مهما حاول، واجتهد، ومهما وصلت إبداعاته.

زر الذهاب إلى الأعلى