الاخبار

دكتور ربيع عبد العاطي (2/2):ظهور تفلتات في المؤتمر الوطني أمر طبيعي

%name دكتور ربيع عبد العاطي (2/2):ظهور تفلتات في المؤتمر الوطني أمر طبيعي

دكتور ربيع عبد العاطي (2/2):
أنا مع تبدل دور القيادات من مرحلة إلى أخرى وألا يلقى بها في الرصيف
ظهور التفلتات في المؤتمر الوطني أمر طبيعي

قطع القيادي بالمؤتمر الوطني والمحلّل السياسي دكتور ربيع عبد العاطي بأن ليس لدى المؤتمر الوطني عصا موسى لإخراج السودان من فك الأزمة الإقتصادية ، مشدداً على ضرورة تخصيص مؤسسات عدلية تحاكم المشكوك في إرتكابهم فساد وقال إنه دون ذلك نكون كمن يحرث في البحر.
وصوّب دكتور ربيع عبد العاطي في حوار أجرته معه (كوش نيوز) سهامه تجاه الأحزاب السياسية قائلاً أنها لا تقوم بالمهام المرجوة منها رغم كثرة عددها، بإتجاه آخر أكد أن الواقع الصحفي الحالي لا يختلف كثيراً عن السياسي ، واصفاً إياه بالمعلول وقال إن الأمر برمته بحاجة لإعادة صياغة ، محرّرا روشتة لحل مشكلات الصحافة بما فيها تدني التوزيع التي أقعدت صحف كثيرة ، وزاد أن عدم توفر معايير للعمل داخل المؤسسات الصحفية سيؤدي لتفرق دم الرأي العام بين القبائل وقال أن الفرصة متاحة لقراءة الواقع السياسي ووضع قانون يرسي لقيم إيجابية لصالح الصحفيين بعد بروز تحديات كثيرة في مواجهتهم.

ما هو السبب المباشر لإعفاء عدد من قيادات الوطني من المسئوليات والمناصب التي كانوا يتولونها؟
أنا ضد الإقصاء والإبعاد ولكن والفهم ليس كما تفضلت لكن إذا كانت الفكرة من ترجل بعض القيادات وتحل محلها أخرى لإتاحة الفرصة لعناصر شبابية جديدة يمكن أن تقدم إضافة بإعتبار أن العناصر القديمة إستنفدت أغراضها فأعتقد أن ذلك غير سليم والسليم في وجهة نظري أن الإنسان مادام حياً منذ مولده وحتى مماته ينبغي أن يكون له دور أي أنا مع تبدل دور القيادات من مرحلة إلى أخرى لكن بشرط ألا تكون في الرصيف وفكرة التبديل تحتاج إلى مراجعة والتجربة على الواقع أثبتت أن إبتعاد القيادات كان له أثر سالب بسبب عدم وجود قاعدة لتواصل الأجيال.
لكن وبحسب ما تردد فإن سبب الإبعاد مطالبتهم بعدم ترشيح رئيس الجمهورية لفترة إنتخابية أخرى؟
التغيير الذي حدث منذ 1989م لم يرتبط بالأفراد والمؤتمر الوطني يحوي الآن مئات إن لم يكن آلاف القيادات التي يمكن أن تقود البلاد لذا فإن الزعم يصطدم بواقع وحقيقة المؤتمر الوطني كما يصطدم بالتغيير الذي بدأ في العام 1989م وأنا أستبعد أن تعصف بحزب المؤتمر الوطني رغبات أشخاص.
هل الرئيس سيترشح في إنتخابات 2020م لينجو من المحكمة الجنائية؟
تلك رؤية غير صحيحة وأصلاً المبرر غير منطقي وأستشهد هنا بإلقاء القبض على رئيس سيراليون تشارلز تيلور في ليبريا كما تم فعل ذات الأمر مع رئيس البوسنة والهرسك سلوبودان مليسوفيتش والصحيح أن الشعب السوداني وكل الوطنيين من السودانيين والأفارقة يشكلون القوة التي تمنع قيام المحكمة الجنائية بأي فعل من شأنه مثول الرئيس البشير أمامها بإعتبار أنها في الأصل موجهة ضد الأفارقة والرؤساء والشعوب وسيادتها وأعتقد أن المانع الشعوب وليست المناصب وهم يعملون أن الشعب السوداني لا يرضى التدخل في سيادته على الإطلاق.
هل يكشف ظهور التفلتات داخل المؤتمر الوطني غياب المحاسبة؟
هذا أمر طبيعي وحتى عندما تسن أي دولة قانون العقوبات مثلاً يكون الهدف ردع المخالفين والمؤتمر الوطني لديه قواعد وأسس للإنضباط وأي عضو مهما كان مستواه تتم محاسبته حال مخالفة القواعد المتفق عليها وبالتالي لا خوف من وجود تفلتات إذن التفلت ليس مشكلة مادامت هناك ضوابط.
كيف ترد على من يقولون بأن ربيع عبد العاطي كرت إستخدمه المؤتمر الوطني في وقت سابق وتم إقصاؤه بعد إنتهاء المهمة؟
مازلت موجود في وسائل الإعلام سواء كانت وطنية أو إقليمية أو دولية ولم يسبق أن تم إستخدامي بتلك الشاكلة وأنا لا أتحدث عن أشخاص إنما عن مبادئ وقيم ودولة وفكرة وليس من حق أي جهة أن تصادر أفكاري والإتهام مردود على من يطلقونه.
هل يعود سبب إضعاف المعارضة لكثرة الأحزاب؟
كثرة الأحزاب تعني التشتت والإنقسام وتشويه السياسة والقيم وهي تضعف الدولة والإنتاج وتجعل المجتمع غير محترم لتمزقه شذر مذر وكلما كانت الأحزاب محدودة تشكل معارضة وحكومة قويتين في آن معا ويكون ذلك مدعاة لقوة المجتمع .
ما هي رؤيتك لإنتخابات 2020م لتخرج بشكل أمثل؟
في رأيي إنتخابات 2020م فرصة للمؤتمر الوطني والأحزاب المشاركة كما أنها فرصة للنخب الفكرية وللأحزاب المشاركة ولأحزاب المعارضة كما أنها فرصة للإستفادة من التجربة التي خاضها السودان منذ الإستقلال حتى الآن في ظل تسهيلات كثيرة أبرزها توفر المعلومات وإنتشار الوعي وكثرة المطلوبات وتطور ذهنية المواطن وتطور الدولة والفرصة بشكل عام مواتية لتحقيق نتائج إيجابية شريطة أن تكون الإنتخابات نزيهة وشفافة ومراقبة.
ما هو المطلوب من المؤتمر الوطني بإعتباره الجهة الحاكمة؟
مطلوب التحفيز والتشجيع والدفع نحو تحقيق إنتخابات نزيهة لأن ذلك يصب في خانة مصلحته فهي تكشف جوانب الضعف والقوة كما أنها تكشف حجم القدرات وذلك ينطبق على كل الأحزاب .
هل شكلت الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد الدافع الأساسي للحنين لدولة الجنوب؟
النتيجة الإيجابية بإنفصال دولة الجنوب توقف سيل الدماء لكن النتيجة السلبية حدوث إشكاليات كبيرة في دولة الجنوب أبرزها الإقتتال وعدم قيام دولة فيها بل إهدار للموارد وعدم وجود بنية أساسية وتضرر السودان الشمالي جراء ذلك حيث لم تشهد مناطق التماس إستقراراً منذ الإنفصال وسبب الحنين لدولة الجنوب مراجعات يقوم بها منسوبيها والأمر في مجمله تجربة لابد من إخضاعها للبحث والتمحيص من قبل الدولتين للخروج بالكيفية المثلى التي يجب أن تكون عليها العلاقة بينهما.
هل كان إبعاد السيّد الصادق المهدي من مصر بإيعاز من المؤتمر الوطني؟
أبدا لكن إبعاد السيّد الصادق يخدم مصالح مشتركة بين السودان ومصر وسبق أن كررنا لهم بأننا لا نسمح بإنطلاق معارضة من السودان تجاه مصر والعكس وربما يكون ذلك هو الدافع لعدم إستضافتهم إياه علماً بأنهم عرضوا عليه الإقامة إن أراد بشرط عدم ممارسته أي عمل سياسي لكنه رفض.
هل المعارضة قادرة على قيادة إنتفاضة؟
ذلك يدخل في باب لزوم ما لا يلزم فبدلاً من الإنتفاضة هناك تبادل سلمي للسلطة الإنتفاضة تعني إدارة معركة وذلك يمكن تفاديه.
هل مازال الشعب السوداني حيوي وقادر على إحداث تغيير؟
إن لم يكن الشعب السوداني حيوياً فعليه أن يكون كذلك وأعيب على الشخص أن يكون لديه حق لا يطالب به وإن وصلنا لتلك النتيجة فعلينا جميعاً التبصير بضرورة أن يأتي بمن يرضي قناعاته ويحقق له ما يريد.

حنان كشة
الخرطوم (كوش نيوز)

زر الذهاب إلى الأعلى