حضارة دلمون
إذا أراد الإنسان أن ينظر في عجلة التاريخ ، سوف يشعر بكمية هائلة من السحر يجتاح عقله ووجدانه ، كما أن المتأمل في الحضارات القديمة يستطيع أن يجد الكثير من الاكتشافات والاختراعات والتقاليد والتراث العريق الكبير ، كما أن الشعوب التي لم تلمع في قديمها لم تستطيع أن تلمع في حديثها ، حيث أن الإنسان دوماً يقف على أكتاف من سبقوه من أجل الوصول إلى النجاح ، كما أن هذه العادات والتقاليد والحضارات ، شملت جميع أمور الحياة من سلم وحرب ودين وزاوج ، كما أنها شملت التجارة والصيد وجميع الأشياء الأخرى، كما أن علماء التاريخ يجدون أن كل حضارة لها أسراراً عريقة وكبيرة جداً تمتاز بها عن غيرها من الأسرار ، وكانت هذه الأسرار تفتح الطريق أمام العلماء من أجل اكتشاف أشياء جديدة ، كما أن العالم الواحد تمكن من أن يدل العلماء على باقي العوالم الأخرى .
يهتم كل شعب في البحث في تاريخ أجداده الذين سبقوه من أجل معرفة الحضارات القديمة التي عاشت في دولتهم ، كما أن معرفة الحضارات القديمة هو أمر يهم كل شعب ، ومن أهم الحضارات القديمة التي أثارت جدلاً واسعاً هي حضارة دلمون، كان منشأ هذه الحضارة هو جزيرة البحرين ، وشرق شبه الجزيرة العربية ، كما أن السومريون القدماء كانوا يسمونها أرض الفردوس ، وأسموها أيضاً أرض الخلود والحياة ، أما بالنسبة لاسم دلمون ، فهو الاسم الذي أطلقه عليها سكان بلاد الرافدين القاطنين على الأراضي الواقعة على الجنوب ، وكانوا يتبادلون التجارة مع أهل حضارة دلمون .
كما أن حضارة دلمون هي من أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ ، والتي كان من الممكن أن يطلق عليها اسم مملكة ، ويقال أنها تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، كما أنه تم اكتشاف أكبر مقبرة في حضارة دلمون ، وأطلق عليها اسم مقبرة عالي ، وتم اكتشاف العديد من المدن والمعابد القديمة أيضاً ، والتي يعود تاريخها إلى أقدم مدينة وجدت من قبل .
ومن أكثر ما وجد في تلك الحضارة هو الأواني النحاسية و الخزفية المرصوصة ، والأختام الملكية ، حيث أن ملوك تلك الحضارة كانوا يهتمون بمثل هذه الأمور ، كما أنها اشتهرت بالأسلحة المعدنية ، وشفرات الحلاقة، ومن الناحية الدينية ، فتم العثور على الكثير من التماثيل الآديمة والحيوانية ، وهذا إن دل على شيء يدل على أن أهل حضارة دلمون اعتنقوا الديانة الوثنية ، كما أنه تم العثور على مخلفات الماديو على المقابر ، وهي عبارة عن مخلفات يستخدمها من يؤمن بفكرة الخلود .
