الأدعية والأذكار

حجج الرسول

كم حجة حجها رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- ؟

ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- قد حج مرة واحدة في حياته، ولم تكن له حجة سواها، وذلك أنه لم يستطع أن يؤدي مناسك الحج وهو بمكة، لتضييق قريش وأهلها عليه خاصة والمشركين عليه عامة، وقد كانت هذه الحجة التى أداها رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- في السنة العاشرة، بعد هجرته -صلى الله عليه وسلـم-، وانتقاله من المكوث في مكة المكرمة إلى المكوث في المدينة المنورة، وخوضه المعارك الكثيرة ضد المشركين والمعتدين من المشركين من أهل مكة وغيرهم، وبذله الجهد والوقت في سبيل الوصول إلى مكة، وأداء مناسك الحج فيها .

وقد سميت هذه الحجة الأولى والأخيرة له -صلى الله عليه وسلـم- بحجة الوداع ؛ لأنه وبأداء تلك الحجة ومناسكها قد ودع الحياة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- للناس فيها: “لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا”، فيه إشارة واضحة منه أنه قد يودع الدنيا، ويترك الصحب والأحبة، وأنه قد لا يعود إلى الحج بعد ذلك أبداً ؛ لشعوره -صلى الله عليه وسلـم- بقرب الأجل، ودنوه منه عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .

فقد بين ووضح رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- في تلك الحجة حقوق الناس بعضهم على بعض، وأوصى بحفظها، وعدم اعتداء المسلم على أخيه المسلم من دون وجه حق، وقد قال في تلك الخطبة المسماة بخطبة الوداع: “إن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”، فقد حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- على توضيح ذلك للمسلمين قاطبة ؛ لحفظ قوة تماسك المسلمين، ووحدتهم وتكافلهم مع بعضهم البعض، وعدم الاقتتال بينهم بغير وجه حق وشرع .

وقد ورد في الصحيحين إثبات ذلك، عندما سأل قتادة أنس بن مالك -رضي الله عنه وأرضاه-، فقال له: “يا أنس كم حجة حج رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-“، فقال أنس -رضي الله عنه- : (لقد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة، واعتمر أربعة مرات) .

وفي هذا دليل على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- قد حج مرة واحدة في حياته، كانت -كما أسلفنا سابقاً- في السنة العاشرة بعد هجرته -صلى الله عليه وسلـم- .

وقد كان من أبرز أقواله -صلى الله عليه وسلـم- لصحابته الكرام في تلك الحجة، عندما وقف بهم خطيباً: “تركت فيكم ما إن تمسكتم أو اعتصمتم به، لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وسنة رسوله”، وفي هذا إشارة واضحة منه -صلى الله عليه وسلـم- أن المرجعية الأولى للمسلمين من بعده هي القرآن والسنة ؛ لأنهما يكملان بعضهما البعض، فما وجد في القرآن من دون تفصيل، وجد تفصيله في السنة، ومن لا يوجد في القرآن، وجد في السنة والعكس .

وقد ختم بقوله -صلى الله عليه وسـلم- تلك الحجة بقوله: “اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا” .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى