الأدعية والأذكار

حجة الوداع

  • ١ متى كانت حجة الوداع
  • ٢ خطبة حجة الوداع
  • ٣ وفاة النبي عليه السلام
  • ٤ المراجع

متى كانت حجة الوداع

فرض الله سبحانه وتعالى الحجّ على المسلمين بعد أن تمّ إرساء قواعد الدولة الإسلاميّة، وبلغت الرّسالة، ودخل النّاس في دين الله سبحانه وتعالى،، وقد كان ذلك في أواخر السّنة التّاسعة من الهجرة، حيث عزم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أمره على الذّهاب إلى الحجّ، ولمّا سمع النّاس بذلك خرج خلق كثر يرديون أن يحجّوا مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأن يأتمّوا به عليه السّلام.

ثمّ خرج النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – من المدينة، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، من السّنة العاشرة للهجرة، حيث أعلن الرّسول – صلّى الله عليه وسلّم – للنّاس عن نيّته بالحجّ، وأشعرهم بذلك، ليصحبه من شاء منهم، فخرج عليه السّلام من المدينة في أواخر شهر ذي القعدة، وذلك بعد أن أمّر عليها في غيابه أبا دجانة.

وقد كان الحجّ في ذلك العام مختلفاً عن حجّ العرب في أيّام الجاهليّة، حيث انتهت عهود المشركين، وحظر عليهم أن يدخلوا إلى المسجد الحرام، وبالتالي أصبح أهل الحجّ جميعهم من الموحّدين المؤمنين بالله عزّ وجلّ، الذين لا يشركون بالله شيئاً، ولا يعبدون معه إلهاً آخر، وقد أقبل النّاس من كلّ مكان ميمّمين صوب البيت العتيق، وهم على علم بأنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – سيكون أميرهم في الحجّ ومعلمهم.

وقد حرص النّبي – صلّى عليه وسلّم – على أن ينتهز اجتماع المسلمين ليغرس في قلوبهم الدّين، ويبدّد ما في نفوسهم من بقايا الجاهليّة، ويؤكّد على حرص الإسلام على إشاعة الآداب، والعلائق، والأحكام، فألقى على مسامع المسلمين خطبته المشهورة باسم خطبة حجّة الوداع، وقد كانت خطبةً جامعةً، وذلك في يوم عرفة من هذه الحجّة العظيمة، حيث نزل قول الله عز وجلّ:” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً … “، المائدة/3.

وعندما سمع عمر بن الخطاب هذه الآية بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنّه ليس بعد الكمال إلا النّقصان. وكأنّه استشعر أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قد اقتربت ساعته وحان أجله.

وقد كانت مشاعر التّوديع واضحةً في عبارات النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – في هذه الخطبة، كقوله عند جمرة العقبة:” خذوا عنّي مناسككم فلعلّي لا أحجّ بعد عامي هذا “. (1)

خطبة حجة الوداع

لقد سار النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – حتى نزل في نمرة، وعندما غربت الشّمس أتى بطن وادي عرنة، وقد كان حوله الآلاف من النّاس، فقام يخطب فيهم خطبةً جامعةً، قام فيها بذكر أصول الإسلام، وقواعد الدّين الإسلامي، وكان ممّا قاله صلّى الله عليه وسلّم:” إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا كلّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضو ، ودماء الجاهليّة موضوعة، وإنّ أوّل دمّ أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهليّة موضوع، وأوّل ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كله، فاتقوا الله في النّساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمان الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ أن لا يوطئنّ فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضرباً غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عنّي فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلغت وأدّيت ونصحت، فقال بإصبعه السّبابة يرفعها إلى السّماء وينكتها إلى النّاس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرّات “.

ثمّ قام الوؤذّن فأذّن بالنّاس، ثمّ أقام فصلى بالنّاس صلاة الظهر، ثمّ أقام فصلى صلاة العصر، ولم يصلّ بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – حتّى أتى موقف عرفات، فاستقبل القبلة، ولم يزل واقفاً حتّى غربت الشّمس، وهنالك أنزل عليه قوله تعالى:” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا “، المائدة/3. (2)

وفاة النبي عليه السلام

ابتدء وجع النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – في يوم الأربعاء، فحمّ وصدّع، وعندما كان يوم السّبت لعشر خلون من ربيع، ودّع المسلمون النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – وانطلقوا إلى الجرف، وعندما ثقل النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فجعل يقول:” انفذوا جيش أسامة “، وعندما كان يوم الأحد، اشتدّ به الوجع عليه السّلام، فدخل أسامة من معسكره في اليوم الذي لدّ فيه النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد كان مغموراً.

ثمّ جاء يوم الإثنين وهو مفيق، فقال له النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” اغد على بركة الله “، فقام أسامة بتوديعه ثمّ خرج، فأمر النّاس بالرحيل، وبينا هو يهمّ بالركوب، إذا رسول أمّه أمّ أيمن قد جاء يقول:” إنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يموت “، فأقبل ومعه عمر وأبو عبيدة.

وقد توفي النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – عندما زاغت الشّمس من ذلك اليوم، أي لاثنتي عشرة ليلةً خلت من ربيع الأوّل، حين اشتدّ الضّحاء، وقد دفن في ليلة الأربعاء، وكانت مدّة مرضه عليه الصّلاة والسّلام اثني عشر يوما، وقيل: أربعة عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: عشرة أيام.

وقد قام بتغسيله كلّ من عليّ، والعبّاس وابنه الفضل يعينانه، وقثم، وأسامة، وشقران، يصبّون الماء، وأعينهم معصوبة من وراء السّتر، وذلك لحديث علي بن أبي طالب:” لا يغسلني أحد إلا أنت، فإنّه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه “، وقد حضرهم أوس بن خولي من غير أن يلي شيئا، وقيل: بل كان يحمل الماء، وقيل: كان العباس بالباب، وقال: لم يمنعني أن أحضره إلا أنّه كان يستحي أن أراه حاسراً، وقد غسل – صلّى الله عليه وسلّم – في قميصه من بئر يقال له: الغرس ثلاث غسلات بماء وسدر. (2)

المراجع

(1) بتصرّف عن كتاب فقه السيرة للغزالي/ محمد الغزالي السقا/ دار القلم- دمشق/ الطبعة الأولى.

(2) بتصرّف عن مقال حجة الوداع/ 21/12/2005/ موقع المقالات/ إسلام ويب/ islamweb.net

زر الذهاب إلى الأعلى