همس القوافي

حب الوطن

حب الوطن

الحب هو شعورٌ ينتاب الإنسان اتجاه أمرٍ أو شخصٍ ما، وله عدة أنواع، مثل الحب والإعجاب بين الأحبة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب العائلة بالإضافة إلى حب الوطن، والوطن هو أرض الأجداد والآباء، وهو ملاعب الطفولة وصخب الشباب، وهو رمز الانتماء والأصل والهوية.

والوطنُ حيث يكون التراث الذي تتناقله الأجيال فيعكس الثقافة التي تميزه عن الأوطان الأخرى، وهو الأم بما تمثله من حضنٍ دافئ لأبنائها، الذين يشكلون فيما بينهم بما توفره العائلة من ترابطٍ ومحبةٍ ومودةٍ وحرصٍ على سلامة الأبناء، وهو من الأمور الفطرية التي تولد مع الإنسان، حيث إنها ليست قيمةً مكتسبةً ممن هم حولهم، ولا يحصل عليها من تربية والديه له، والوطن أيضاً في جانبٍ من جوانبه ذكريات الإنسان بحلوها ومرها .

ويضطر الإنسان مجبراً أو بإرادته للخروج من وطنه الذي عاش فيه وألفه، والذي به جذور انتمائه، فهناك حالاتٌ يغادر الإنسان فيها بلده لطلب الرزق أو طلباً للعلم وغيرهما، وفي حالاتٍ أخرى يغادرها لأن جهةً قسريةً أجبرته على ذلك، مثلما فعل اليهود بالفلسطينيين في نكبة عام 1948، حيث هاجرَ الفلسطينيون من أراضيهم فعاشوا في بلدانَ أخرى، وتعرف نقائض الأوطان بالمنافي أو الغربة أو المهجر، فهي التي لا ينتمي إليها الإنسان وليست أرضه ولا تضم بين جنباتها أهله، وقد تأثر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بشدةٍ وبكى وطنه مكة المكرمة حين أخرجه الكفار منه، وقال بأنها أحب الأوطان إليه، ولو لم يخرجه أحدٌ منها ما خرج.

إن على كل إنسانٍ يحب وطنه أن يدافع عنه إن تعرض لهجومٍ أو مشكلةٍ تعكر صفوه مثل وقوع الاحتلال أو الاستعمار، الذي يخنق الحرية ويقتلها ويقيد مواطنيها، والإسلام على سبيل المثال دعا إلى الدفاع عن الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله، ، كما أن عليهم الحفاظ على مرافقه المختلفة وطبيعته من ماءٍ وهواءٍ وتربةٍ وأشجارٍ وبحر وغيرها، فلا يلوثها أو يساهم في خرابها، أو يلحق الأذى بها، كما أن عليهم أن يتقدموا به بين الأوطان الأخرى من خلال الرقي بالعلم والعمل والحرص عليهما، فالأمة المتعلمة والعاملة هي أمةٌ تسابق الأمم الأخرى، بالإضافة إلى تعميره واتباع السلوكيات الإيجابية اتجاهه.

وتعد الأغاني الوطنية والأشعار إحدى مظاهر التغني بروعة الوطن وبشعور الحب نحوه، ويجدر بالذكر أن لكل وطنٍ أو دولةٍ نشيداً وطنياً خاصاً بها يردده الطلاب في مدارسهم ويردده الناس في المناسبات الوطنية وبعض المناسبات الاجتماعية؛ كحفلات التخرج والتكريم على سبيل المثال، ونذكر نشيد فلسطين الوطني الذي ألفه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وقد حمل اسم موطني، بالإضافة إلى المقولات العالمية الشهيرة التي تتناول موضوع الوطن مثل قول فولتير: “خبز الوطن خيرٌ من كعك الغربة”، أما أحمد شوقي فقد قال “وطني لو شُغِلتُ بالخلد عنه، نازعتني إليه في الخلد نفسي”.

زر الذهاب إلى الأعلى