التعليمي

تطوير أشجار طبيعية مشعة لتضيء الطريق ليلاً

يعمل فريق من الباحثين في مجال المورثات لمعرفة السبب الذي يجعل اليراعات (الحباحب) تضيء بشكل طبيعي واختبار امكانية زرع هذه الخصائص الجينية في تشكيلات عضوية مختلفة.

فإضافة إلى استبدال مصابيح الطريقة بنباتات مشعة بالضوء المنتج بشكل حيوي فإنه سيكون مفيدا للناس غير الموصولين بشبكة كهرباء ما. وإذا كان هناك حاجة لإضاءة أكبر فإن ما يحتاج الناس هو زرع نباتات مضيئة أكثر للحصول عليها.

ولهذا الغرض استخدم فريق العلماء من جامعة كمبردج الانجليزية مورثات من الحباحب (حشرات مضيئة شبيهة بالذباب) ونوع من البكتريا البحرية المتوقدة بالضوء لصنع ما أطلقوا عليه بـ “القرميد البيولوجي” وهو عبارة عن طابوق (آجر) جيني يمكن زرعه في الجينوم(الخارطة الوراثية).

وبعد زرع المورثات المعدلة في عينة من بكتريا “اي كولي” أصبح بإمكان هؤلاء العلماء أن ينتجوا عددا من الألوان ويخترعوا ضوءا ساطعا بما فيه الكفاية للقراءة تحته.

وتمكن العلماء البريطانيون أن يخلقوا عنصر السطوع هذا عن طريق استخدام مادة تسمى بـ “أوكسيلوسيفرين” وهي في حالة طاقة عالية بشكل طبيعي في البداية. غير أنها تصبح أكثر استقرارا مع طاقة أقل، وحين تصل إلى هذه الحالة تبدأ بإرسال فوتون واحد من الضوء.

ونقلا عن صحيفة الديلي ميل قال عالم المورثات ثيو ساندرسون المشارك ضمن فريق البحث، لمجلة “نيو ساينتست” العلمية: “نحن لم نسع لإنتاج أشجار مضيئة بيولوجيا وهو مصدر الإلهام وراء المشروع، بل سعينا لصنع مجموعة من المكونات التي ستسمح للباحثين في المستقبل باستخدام الإضاء ذات الطابع البيولوجي بشكل أكثر فعالية”.

وتم تقديم الدراسة في المنافسة السنوية الدولية لـ “المكائن المكيفة وراثيا” والتي نظمها معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. وقال فريق البحث إن هناك إمكانية تجارية هائلة للمشروع الذي قدمه إذ سيكون ممكنا الاستعاضة عن مصابيح الطريق التي تشتغل على الطاقة بأنظمة إضاءة بيولوجية طبيعية أخرى.

وتتميز هذه الفكرة بعنايتها الكبيرة بالبيئة لأنه لن يكون هناك حاجة للكهرباء وتكون عملية إنتاج فوتونات الضوء ذات كفاءة عالية من حيث استخدام الطاقة. كذلك أخذ العلماء في نظر الاعتبار امكانية توليد الطاقة التي توقد رد الفعل الكيميائي في الأشجار من الفضلات البشرية أو فضلات الطعام.

وإذا كانت فصائل الأشجار المستخدمة من النوع الباعث للوميض فإن الطاقة في هذه الحالة يمكن توليدها من ضوء الشمس.

زر الذهاب إلى الأعلى