التعليمي

تخصص علوم سياسية

يحتل تخصّص العلوم السياسية مركزاً متقدماً في اهتمامات دارسي العلوم الإجتماعية ، و يتزايد ذلك الإهتمام مع تزايد الأحداث السياسية في العالم و تأثيرها على المواطنين بشكل مباشر ، فضلا عن اهتمام العامة بالسياسة بشكل كبير . و يتميز دارسو ذلك التخصص بالقدرة على استيعاب المتغيرات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية بشكل أوسع و تأثير ذلك على الأوضاع العامة ، و يمتد هذا إلى توقع الأحداث السياسية بشكل علمي يعتمد على القوانين الحاكمة للسياسة و الإقتصاد في العالم .

تخصص العلوم السياسية يعتبر بالأساس تخصص بحثي أكاديمي يعتمد على دراسة النظريات السياسية و تطبيقاتها في العالم ، و تحليل النظم و التجارب السياسية و السلوك السياسي لكل دولة و تأثير ذلك السلوك على الدولة داخلياً و إقليمياً و عالمياً . و هناك عدة فروع من تخصص العلوم السياسية ، فهناك فرع يتضمن البحث في التطور السياسي ، و فرع يهتم بدراسة القانون الدولي و السياسة ، إضافة إلى فروع فلسفة السياسة و علم السياسة المقارن .

و قد أدت الحرب العالمية الثانية و ما أحدثته من تغييرات على المستوى العالمي إلى ظهور العلوم السياسية كفرع علمي معترف به بعد أن كانت مجرد مجرد شق مبحثي للعلوم الإجتماعية الأخرى تختص بدراسة العلاقة بين تلك العلوم الإنسانية و السياسة ، فكان الإقتصاد السياسي و الجغرافيا السياسية على سبيل المثال مجرد مناهج فرعية للبحث في الإقتصاد أو الجغرافيا فقط .

و قد أدى التطور العلمي و الأكاديمي في ذلك الفرع إلى تميزه كأحد العلوم الإجتماعية الهامة و تشعبت مواضيع البحث في العلوم السياسية حتى وصلت إلى دراسة مختلف الظواهر السياسية كالأحزاب السياسية و جماعات الضغط داخل الدول ، فضلا عن دراسة السياسات العامة للدول ذاتها ، و أدى ذلك التطور إلى حدوث طفرات في النظريات السياسية جعل من الباحثين يتبنون نظريات جديدة و وجهات نظر مغايرة للمألوف بالنسبة للعمل السياسي ، بشقيه الشعبي الذي يمارسه المدنيون أو العام الذي يقوم به رجال الدولة أنفسهم . و مازال التطور المستمر و الهائل في ذلك التخصص قائماً بسبب المتغيرات الدولية السريعة في العالم ، و التي تجعل من دراسة ذلك التخصص و التعمق فيه من أشد مجالات الدراسة و البحث تشويقاً لإكتشاف كل جديد على الساحة الإقليمية و الدولية و ممارسة دور فعال في التغيرات التي يمكن أن تلحق بالعالم نحو الإستفادة القصوى من السياسات التي تمارسها الأنظمة في تحقيق المصلحة لكل دولة .

زر الذهاب إلى الأعلى