الاخبار

تأهيل الأطلال ..!!

%name تأهيل الأطلال ..!!

:: قرار بمنع توظيف من يتعاطون السجائر والتمباك بمشافي الخرطوم، ويقول وزير الصحة بالخرطوم : (عدد الذين تقدموا للوظائف بمستشفى حوادث وطوارئ جبرة ومستشفى الأمومة والطفوله وصل إلى 3000 من الكوادر، وسوف نتأكد أن من سيتم تعيينهم غير مدخنين أو متعاطين للتمباك )..وفي الذاكرة، عندما كان الطيب مصطفى مديراً، نشر التلفزيون القومي إعلاناً عن حاجته لسائقين، وكان من شروط التقديم ( السائق ما يكون يسف التُمباك)، فكتب شاعرنا الجميل هاشم صديق مقالاً تساءل فيه بسخرية : ( طيب لو بيسف أموال الناس كيف؟)..!!

:: والمهم.. قبل (12 سنة)، قدمت وزارة الصحة الإتحادية خارطتها الصحية لوزارة المالية، وكانت بها عدد من المشاريع (المهمة جداً) .. منها مشروع إنشاء مستشفى حوداث وطوارئ بحي جبرة، وأجازت المالية المشروع.. حوداث الخرطوم، قبل تجفيفها، تقع في منطقة هي الأكثر زحاماً بالمارة والسيارة، ولايصلها المريض إلا بشق الأنفس، ولم تكن تسع لكل حوادث وطوارئ سكان الخرطوم، إذ كانت تستقبل ( 1500 حالة يوميا)، ولم تتجاوز سعة عنابرها( 40 سريرا)..!!

:: ولذلك، وافقت المالية على مشروع مستشفى حوادث وطوارئ جبرة، لتخفف الأعباء على حوادث وطوارئ الخرطوم التي تم تجفيفها لاحقاً، ولتخدم سكان أحياء جنوب الخرطوم من الصحافة الي جبل أولياء، ولتصل خدمات حوادث و طوارئ جبرة حتى للأحياء الواقعة شمال الخرطوم .. وعندماتجاوبت المالية مع فكرة المشروع ، شكلت وزارة الصحة لجنة فنية لترجمة الفكرة الي أرض الواقع، وإنبثقت من تلك اللجنة لجان طبية وأخرى هندسية وسافرت الي الإمارات وماليزيا و روسيا، ثم عادت وإجتمعت بالأسابيع والأشهر، حتى توصلوا الي خارطة مشروع، قبل (11 سنة)..!!

:: يتكون هذا المرفق من خمسة طوابق، وعلى مساحة (3500 متر مربع)، و تسع (160 سريرا)، وبها – لأول مرة في تاريخ مشافي السودان – قسم خاص لإصابات حوداث المرور، وكذلك قسم خاص لحالات التسمم، و أربع غرف للعناية و (8 عنابر)..أي هي الأكبر – والأحدث – في السودان من حيث المواصفة الفنية والطبية، لأنها جمعت تجارب مشافي حوادث و طوارئ تلك الدول التي زارتها تلك اللجان..ثم قدمت اللجنة خارطتها وميزانيتها لوزارة الصحة، وهذه قدمتها لوزارة المالية، وتم التمويل فوراً لأهمية المرفق، وكان ذلك قبل (12 سنة)..!!

:: ثم كان الشروع في التنفيذ (فوراُ).. (7مليار جنيه) هي تكلفة المباني، تم تنفيذها قبل (10 سنوات) ..(7 مليار جنيه )، عندما كان سعر الدولار (2.5 جنيه)..ثم لم يرد اسم هذا المرفق على ألسنة المسؤولين طوال فترة (10 سنوات)، وهي عمر المباني التي ظلت مهجورة بحي جبرة .. (هناك أربع جامعات لديها مقترح تأسيس مشافى بمنطقة جبرة ، ومنها الجامعة الوطنية والرازي والعالمية).. بهذا التبرير الساذج تم تعطيل أحدث مستشفى طوارئ في البلاد لفترة (10 سنوات)، وبهذا التبرير تم تحويل المباني المُشيدة بأموال الناس إلى بنايات مهجورة و أوكار للمتشردين لفترة (10 سنوات).. !!

:: وعليه، بما أن وزارة الصحة تعلن عن تشغيل هذا المرفق – بالأطباء غير المدخنين والذين لايتعاطون التمباك- حسب تصريح الوزير مامون حميدة، تبقى الأسئلة المشروعة : من المسؤول عن تحويل مباني مستشفى حوادث وطوارئ جبرة – طوال عقد من الزمان – إلى أطلال يعاد تاهيلها حالياً لتصبح مستشفى؟، وكم حجم الخسائر؟، وهل هناك مساءلة ومحاسبة لهذا الإهدار بحيث لا يتكرر في مشروع آخر ؟، أم أن نهج السادة هو (إذا سف الطبيب التمباك حرموه، وإذا سف المسؤول الأموال أو أهدرها رقوه )..؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى