متفرقات

بماذا تقاس الزلازل

تقاس الزلازل بجهاز خاص يسمى ( السيزموجراف ) و هذا الجهاز عرف منذ زمن بعيد و لكنه كان بدائياً و غير دقيق ، و فكرته هي عمل عمل رسومات بواسطة قلم على ورق لتحدد قوة حركة الزلزال ( الرسمة شوف تشبه تخطيط القلب الذي نراه على الشاشات الحديثة ) ، و لقد كان ذلك يستلزم فكرة معينة ، حيث أنه لو كان كل الجهاز سيتحرك بنفس السرعة مع حركة الأرض فكيف سوف ترسم الخطوط ، فتم الإفادة مما يسمى كتلة القصور الذاتي بتثبيت قلم الرسم بثقل و تعليقه ( على شاكلة البندول ) ، و حتى مع ذلك كانت في تلك الحقبة النتيجة غير دقيقة لأن الرسم كان يظهر فوق بعضه ، فللحصول على رسمة متتابعة كتخطيط القلب كما نراه اليوم فإنه يجب تحريك الورقة من تحت القلم الراسم ، و هذا ما تم في عصور أحدث نسبيا عن طريق إستخدام إسطوانة دوارة يلف عليها الورق فتدور بإستمرار للحصول على مساحة ورقية جديدة للرسم .
و قد يقول قائل فأين دور العالم ريختر المشهور فيما قلناه في الفقرة السابقة ، فنقول أن ريختر هو اول شخص في العالم يضع مقياسا مدرجا لشدة الزلازل مفصلاً شدة الحركة و شدة الطاقة الناتجة من الزلزال و ليس مجرد الحصول على رسم للزلزال ، بمعنى أن السيزموجراف كان موجوداً قبل ريختر بزمن طويل ، و لكن لم يكن هناك مقياس دقيق يفسر نتائج الخطوط ، فكانوا سابقا يعرفون فقط أنه إذا كان مدى الخطوط على السيزموجراف 7 مليمترات مثلاً فإن الزلزال أقوى من زلزال مدى خطوطه 6 مليمترات ، أما بكم هو أقوى فلا يعرفون ! ، بكم حركته أشد لا يعرفون ! ، بكم طاقته أكبر لا يعرفون ! ، و هنا كان ريختر أول من وضع المقياس لهذه النتائج الصادرة من السيزموجراف ، بعد تطوير السيزموجراف نفسه طبعا بشكل كبير مما جعله أدق مما كان بكثير ، و قد وضع ريختر درجات للزلزال تبدأ من الصفر و تزيد بالعشر عشراً عشراً ، فوجد أنه بعد إكتمال عشرة أعشار ( واحد صحيح ) فإنه عندها يبلغ الزلزال عشرة أمثال القوة في الحركة و إثنين و ثلاثين مثل الطاقة ، فمثلا زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر تعدل شدة قوة حركته عشرة أمثال زلزال قوته 6 درجات ، و تعدل الطاقة الناجمة عنه إثنين و ثلاثين مثل الطاقة الناجمة عن زلزال قوته 6 درجات !

زر الذهاب إلى الأعلى