الأدعية والأذكار

الوحي

الوحي

الوحي في الإسلام هو الرِّسالة السَّماويّة من الله سبحانه وتعالى إلى أنبيائه ورُسله عليهم السَّلام؛ فتحمل هذه الرِّسالة – التي تكون طُوال فترة النُّبوة – الدِّين والتعاليم الرَّبانيّة والإعجاز، والتَّثبيت والإجابة والاطلاع على الغيبيات بحسب مقتضى الحال لكلِّ نبيٍّ ورسولٍ بعد إرادة الله تعالى.
بدأ الرَّسول صلى الله عليه وسلم رحلته مع الوحي بالرؤيا الصَّالحة الصَّادقة في المنام؛ فكانت رؤياه تتحقق مثل فلق الصُّبح، ثُمّ انتقل إلى المرحلة الثَّانية من نُزول الوحي وهو جبريل عليه السَّلام.

نزول الوحي

نزل الوحي على رسول الله وهو في الخَلاء كعادته متعبداً في غار حراءٍ منصرفاً عن قُريشٍ وعبادتها للأصنام متأملاً في الكون؛ فنزل عليه جبريلٌ طالباً منه القراءة؛ فأجاب الرَّسول: ما أنا بقارئ- الرَّسول الكريم أُميٌّ لا يجيد القراءة ولا الكتابة-، ثُمّ أُنزلت الآيات الخمسة الأولى من سورة العلق وأول آية منها، قال تعالى:”اقرأ باسم ربك الذي خلق”.
كان نُزول الوحي على الرَّسول صلى الله عليه وسلم بشهر رمضان المُبارك في ليلة القدريوم الاثنين قبل طُلوع الفجر، الموافق للعاشر من شهر أغسطس سنة ستمائة وعشر للميلاد، وكان الرَّسول صلى الله عليه وسلم آنذاك قد ناهز الأربعين عاماً.

ورقة بن نوفل والوحي

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزُّى ابن عمّ أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كان شيخاً كبيراً فاقداً للبصر معتنقاً للنَّصرانيّة عالماً بكلِّ ما جاء بالإنجيل؛ فعندما عاد الرَّسول صلى الله عليه وسلم من الغار خائفاً ممّا حدث معه، وقصّ القصص على زوجته، هدّأت من روعه وانطلقت به إلى ابن عمها؛ فأخبره النّبي صلى الله عليه وسلم بقصّة الوحيّ، فقال له ورقة:”هذا النَّاموس الذي نزَّل الله على موسى”، وقد أخبر ورقة النّبي صلى الله عليه وسلم أنّ قومه سوف يعادونه ويحاربونه.

انقطاع الوحي وعودته

بعد نزول الوحي على النّبي صلى الله عليه وسلم انقطع لعدّة أيامٍ قضاها الرَّسول على عادته في غار حراءٍ بعد سماعه كلام ورقة بن نوفل؛ حيث أتمّ هناك الأيام المُتبقيّة من شهر رمضان؛ فكان لانقطاع الوحي أثرٌ كبيرٌ في ذهاب ما لحق بالرَّسول صلى الله عليه وسلم من الرَّوع، ولكي يتهيأ لاستقبال الأمر العظيم أمر الدَّعوة، وحصول التَّشويق والانتظار لعودة الوحي مرّة أخرى.
عاد الوحي في أول يومٍ من شهر شوال والرَّسول عائدٌ إلى مكّة بعد انقضاء الشَّهر الكريم؛ فناداه صوتٌ وهو في بطن الوادي، تلفّت يميناً وشِمالاً وإلى الأمام والخلف والأسفل فلم يرَ شيئاً، وعندما رفع رأسه الشَّريفة إلى الأعلى رأى المَلك الذي جاءه جالساً على كُرسيٍّ بين السَّماء والأرض؛ فأصاب الرَّسول صلى الله عليه وسلم الذُّعر وعاد إلى بيته يقول لزوجته:”زملوني، دثروني، وصُبوا عليّ ماءً بارداً.
نزل قول الله تعالى:”يا أيها المُدَّثر* قمْ فأنذر* وربّك فكبّر* وثيابك فطهِّر* والرُّجز فاهجر”؛ فكانت هذه الآيات بداية رسالة الإسلام التي كُلِّف بها محمدٌ صلى الله عليه وسلم، والتَّكليف على نوعين هما:

  • التَّبليغ والتَّحذير من التَّمادي في عبادة الأصنام والإشراك بالله.
  • تطبيق أوامر الله سبحانه والالتزام بها.

زر الذهاب إلى الأعلى