التعليمي

الملكه حتشبسوت واعمالها

تعتبر حتشبوت ملكة مصر وهي خامس فراعنة العائلة الثامنة عشر، اتّسم عهدها بقوة الإعمار وقوة البناء، تزوجت من أخيها غير الشرعي حتى يقودا حكم البلاد معًا، وحين توفّى زوجها واجهت اضطرابات عامة من الشعب، فلم يتقبل شعبها أن تحكمه امرأة لوحدها، لهذا قامت بارتداء زي الرجال حتى تقول للشعب بطريقة غير مباشرة أنّها قادرة على حكم شعبها.

وتميزت فترة حكمها بفتح المجالات التجارية مع شعوب الجوار، واتّقاء الحروب وشاعت فترة من الأمان والسلام، والبناء المعماري والحضاري والهندسي، حتّى فاقت في إدارتها من سبقوها في الحكمة.

وكان لحتشبسوت حياتها السرية والغامضة، التي لم تكشفها لأحد، بل دلل عليها التاريخ.

وحكمت حتشبسوت بلادها من عام 1503م إلى عام 1482م قبل الميلاد، وهي أكبر بنات فرعون مصر الملك تحوتمس، وأمها الملكة أحمس، وكي تحل الأسرة الفرعونية مشكلة وجود وريث شرعي ذكر وهو تحتمس الثاني، وكان قد أنجب خارج إطار الزواج، تم تزويجه لحتشبسوت وقد قبلت به زوجًا وفق العادات الملكية.

وحين تمكنت حتشبسوت من إمساك دفة الحكم لوحدها، شرعت في بناء الترع وقامت بإصلاح المعابد وحفر القنوات المائية، واهتمّت بالزراعة ونهضت بالتجارة، فأنشأت في سبيل ذلك السفن الكبيرة والأساطيل، واستطاعت أن تصدّرها لدول الجوار، وتم استغلالها في نقل المواد التجارية من وإلى الدول الأخرى.

كما كان لحتشبسوت مهندس خاص اسمه “سنموت” وقد صمم لها المبنى الرئيسي في المعبد الجنائزي والمسمى “دجسرو”، وقد أشار المؤرخين خلال تتبع تاريخها وطريقة عيشها إلى وجود علاقة بين حتشبسوت ومهندسها وخادمها الخاص سنموت، وأستدل على هذا من تمديد سنموت ممر يصل قبرها بقبره.

وعندما واجهت ملكة مصر الشعب لوحدها بعد وفاة زوجها وأخيها بظروف غامضة، قامت بترويج إشاعة بأنّها ابنة آمون، كي يقتنع الشعب بها، بينما قال الناس في شعبها أنّها تعمدت قتل أخوها وزوجها لتنفرد في الحكم لوحدها، وقد نجحت في ذلك فيما بعد، حيث واجهت في فترة ما من فترات حكمها بعض حركات التمرد، وأطفأت شعلتها، وقامت بتقوية الأسطول البحري العسكري، وجوانب الدفاع والقوة العسكرية والأمنية، حتّى أصبحت محل ثقة، خاصةً مع توسع علاقاتها الدولية.

وكانت حتشبسوت من أجمل ملكات مصر، وهكذا سجلت في التاريخ، بينما كانت تامر النحاتون أن ينحتوا تماثيلها، وقد برع الفراعنة في زمنها بالنحت حتّى كان الحجر بين أيديهم كقالب الزبدة، ونحتوها نحتًا طبيعيًا يشهد على جمالها، إلّا أنّ التاريخ قد كشف بعض عيوبها، حيث وجد في موميائها عيب خلقي في أصابع يدها وكان واضحًا ازدياد الأصابع لستة أو أكثر.

وهذا يفسر لجوئها لارتداء القفازات فكانت أول من ارتدى هذا النوع من الأغطية الجسدية، وعملت على تزيين قفازاتها الخاصة بالحجارة الكريمة والإكسسوارات، فحسب الشعب أنّه مظهر زينة مبتكر، بينما أهملوا وجهلوا أنّها عانت من عيب خلقي.

زر الذهاب إلى الأعلى