التعليمي

الفصاحة و البلاغة

اشتهر العرب قديماً بالفصاحة و البلاغة ، فكانوا ينظمون الشّعر و يرتجلون الخطب البديعة البليغة في المعنى ، الواضحة في اللفظ ، المعبّرة عن مراد الإنسان بدقةٍ كبيرةٍ ، و قد أرسل الله سبحانه و تعالى نبيّه الكريم محمّد صلّى الله عليه و سلّم إلى أمّةٍ اشتهرت باللغة و فصاحة اللسان و البلاغة ، و قد أنزل الله سبحانه القرآن الكريم معجزةً بيانيّةً تحدّى الله فيها الإنس و الجنّ على أن يأتوا بسورةٍ من مثل سور القرآن ، فكان القرآن بحقّ معجزةً أعجزت أمّةً كانت هي الأولى في البيان و اللغة ، حتى قال أحد كفّار قريش و هو الوليد بن المغيرة عن القرآن إنّ له حلاوة و إنّ عليه لطلاوة ، و إنّه يعلو و لا يعلى عليه ، مثمرٌ أعلاه ، مغدقٌ أسفله ، في وصف انكرته عليه جموع المشركين فلم يزالوا يراجعوه فيه حتّى قال إن هذا إلا سحرٌ مبين .

و قد نشأ النّبي الكريم محمّد صلّى الله عليه و سلّم و تربى في الأعراب ، حيث استفاد من لغتهم و فصاحتهم ، و كانت له مرضعةٌ هي حليمة السّعدية التي عنيت به عنايةً كبيرةً و أرضعته صغيراً ، فقد كان الأعراب مشهورون بفصاحة اللسان ، حتّى أنّ ترجمان القرآن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه حدّث أنّه كان لا يدري ما معنى فاطر السّموات و الأرض حتّى سمع أعرابياً تلاحى مع آخر على حديقة ، فقال مدّعياً أنّها له بقوله أنا الذي فطرتها .
فالفصاحة هي القدرة على إظهار الكلمات بشكلٍ واضحٍ سلسٍ غير ثقيل ، مع قدرة على إبانة المعاني في الكلام ، و هناك وسائل كثيرةٌ تعين المرء منّا على زيادة فصاحة لسانه بتمرين لسانه على الإكثار من ترديد آيات القرآن الكريم ، فهي المصدر الأول للفصاحة و البلاغة لأنّها كلام الله ، مع ما في قراءة القرآن من الأجر و الثّواب الكبير ، و كذلك قراءة أحاديث النّبي عليه الصّلاة و السّلام ، و خطب سيّدنا علي رضي الله عنه إذ كان فصيحاً جداً و بليغا ، و قراءة شعر المعلقات و الشّعر القديم ، و هناك كتابات لكثيرٍ من أدباء العصر الحديث فيها من الفصاحة ما يكون زاداً للمريدين و الذين ينشدون اللسان الفصيح

زر الذهاب إلى الأعلى