الاخبار

العدل والمساواة.. إنشقاقات “هدمت المعبد

%name العدل والمساواة.. إنشقاقات “هدمت المعبد

حلت لعنة الإنشقاقات والإنقسامات على حركة العدل والمساواة مبكراً، وشهدت الحركة كغيرها من الحركات المتمردة عدد من الإنقسامات والتى أثرت سلباً على وجودها في الميدان ، وهو الأمر الذي جعلها تبحث عن طريق ثالث بإمتهان الإرتزاق في بعض دول الجوار. وللحركة تاريخ كبير من الانشقاقات عبر عدد من المجموعات منها من انضم الى ركب السلام ومنها من سينحاز اليه لاحقاً، ومنها من لايزال يحمل لافتة الحركة والقتال مع بعض الفصائل في ليبيا وجنوب السودان.
مثلت الجهوية والمحسوبية داخل حركة العدل والمساواة اكبر الأسباب التى دفعت قادتها الى الإنشقاق بجانب اسباب آخري تتعلق بكيفية ادارة الحركة، وكذلك عدم الشفافية في القيادة وإقصاء الكوادر الأساسية من القيادة العسكرية وهي جميعها أسباب دفعت قيادات الحركة المؤثرة لمغادرتها بصورة متسارعة حتى انتهي الحال بالحركة لتكون مجرد افراد من عائلة رئيسها جبريل ابراهيم.
وعدد القيادي المنشق عن الحركة الطاهر آدم المعروف بـ(نرجا الله) والذي كان يشغل أمين الشئون الإدارية والتنظيمية لمكتب الحركة بجوبا عند انضمامه للسلام ان هنالك عدد من الاسباب قادتهم الى الإنشقاق عن الحركة وفي مقدمتها إرتزاق الحركة وتهميشها للقيادات والمعاملة السيئة والقبلية والعمالة في الدول الخارجية من أجل الكسب المادي الرخيص، بجانب خروج الحركة عن مبادئها المطروحة في نظامها الأساسي ، ويؤكد )نرجا الله( كل هذه الأسباب جعلت قيادات الحركة تنبذ الحرب والتى إنتفت أسبابها. واضاف بعد ان حادت الحركة عن اهدافها خاطبنا قيادتها أكثر من مرة بأن هذه العمل لايمكن قبوله، ولكن لاحياة لمن تنادي، فلذلك إتخذنا قرار الإنشقاق وعزمنا على ذلك وإن أضطررنا لخوض حرب معهم.
واشار الى ان من دواعي الإنشقاق عن الحركة ايضاً الممارسات السالبة التى تقوم بها والتى لا ترتقى الى الإخلاق السودانية اذ نجدها تقوم بانتهاك حقوق الإنسان فهي تقوم بإختطاف وتجنيد الأطفال القصر قهراً وقسراً وظهر ذلك جلياً خلال المعارك في قوز دنقو، بجانب توزيع المخدرات وحبوب الهلوسة للجنود حتى أصبحت القوات غير مدركة لما تفعل، ونحن في الحركة ظللنا نناضل وننادي بمحاربة مثل هذه الأفعال.
ومن اكبر الإنشقاقات التى احدثت زلزالاً داخل الحركة هو انشقاق الفريق بشير آدم السنوسي مستشار جبريل إبراهيم ومجموعة من القيادات العسكرية والسياسية على رأسهم مهدي آدم إسماعيل وهو يمثل ركن العمليات بالحركة منذ فترة طويلة ومن المؤسسين لها، بالإضافة الى ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي وعدد من القيادات برتب لواء وعميد، ومثل إنشقاقهم قاصمة الظهر لحركة العدل والمساواة التى فقدت بذلك قيادات مؤثرة في الميدان، ولم يكن ببعيد عن الذاكرة انشقاق «مجموعة التصحيح» في بدايات العام 2012 قبيل انتخاب جبريل قائدًا للحركة.
ويوضح الخبير في شأن الحركات المتمردة د. محمد عبد الله ود ابوك ان المفهوم العام للسياسة في السودان لدي لأحزاب والحركات متقارب وان الأمراض التى ضربت الساحة قريبة من بعضها البعض من حيث الأسباب فالإنقسامات داخل الحركات المسلحة تعتبر ظاهرة سودانية ويرجع اغلبها الى عدم المؤسسية والتى قادت الى اختزال الحركة في شخصية الواحد موضحاً ان الإنقسامات التى حدثت بسبب رفض المشاريع التى يتم رفعها من قبل القيادات داخل الحركة الى رئيسها، وابان ان الحركات الموجودة حالياً جميعها يغيب عنها منهج التطوير فافكار الحركة تخضع لمزاج الشخص الواحد.
ويضيف ود ابوك بحسب smc ان عوامل القبلية ظلت حاضرة في الانشقاقات التى شهدتها الحركة هذا بجانب المورد المالى فالقائد الواحد هو الذي يمتلك ويتصرف في احوال الآخرين، بالإضافة الى ان بعض الإنقسامات متعلقة بطمع القادة.
كثير من القادة يرون ان انشقاقهم جاء نتيجة لرفضهم الممارسات السالبة داخل الحركة، وذلك منذ عهد خليل ابراهيم لكنهم يرون انها ازدادت سوءاً في عهد جبريل وتبدلت الأحوال واصبح القرارات التي تتخذ من قبل قيادة الحركة قرارات شخصية دون مشورة أو الرجوع لأي شخص بالحركة. بمعني آخر انه ليس لأى احد الحق في إبداء رأيه في أي قضية مهما كان وزنه ومكانته بالحركة.

الخرطوم(كوش نيوز)

زر الذهاب إلى الأعلى