القسم العام

الإدارة الناجحة

خطوات الإدارة الناجحة

إنّ هدف أي منظومةٍ إداريةٍ في أي مكانٍ في العالم هي قيادة المؤسسة التي تديرها إلى النجاح في تحقيق أهدافها، سواءً كان الهدف هو زيادة الدخل أو الأهداف الخدماتية أو غيرها، فالمدير هو القائد الذي بإمكانه أن يقود تابعيه إلى الهاوية أو إلى القمة، فجميع القرارات يتمّ اتخاذها عن طريقه ويبقى على البقية التنفيذ فقط، ولذلك فمن الهامّ جدّاً أن يكون المدير واعياً لمنصبه ومسؤوليّاته وللعنصر الأهمّ فيها ألا وهو الموظفين الذين لا يتمّ نجاح المؤسسة إلّا بوجودهم، وهو ما نرى العديد من المدراء يهملونه في الوقت الحالي، فعلى المدير أن يعرف كيف يتعامل مع موظفيه وكيف يخلق لهم الفرص ويبرز إمكانياتهم الفردية والجماعيّة في فريقٍ متكامل لتحقيق أفضل النتائج، ولهذا فإنّ بإمكان الإدارة اتّباع بعض الخطوات لتحقيق النجاح الذي تريده:

  • إنّ أول ما تواجهه أيّ إدارة عند تسلّمها للمنصب هو غريزةٌ لدى الإنسان تتمثل في حبّ السيطرة، إذ إنّ معظم المدراء الذين نراهم وخاصّةً في مجتمعاتنا العربية يرغبون على الفور بإخضاع الموظفين إلى أوامرهم من دون أيّ نقاش، ولكن الطريقة المُثلى للإدارة تُلغي هذه الطريقة بشكلٍ كليّ، إذ إنّ المدير الناجح هو الذي يقوم بإلهام الأفراد في المؤسسة والتعاون معهم بشكلٍ جيّدٍ لتحقيق الأهاف التي يريدونها، فعادةً ما نسمع الأفراد في الشركات الناجحة يخبرون أنّ علاقتهم مع مديريهم هي علاقة صداقةٍ أكثر من أن تكون علاقة مدير بتابعيه.
  • إنّ وجود القوانين والأنظمة لا يعني تطبيقها بشكلٍ عدوانيٍّ يؤدّي إلى إلغاء الإبداع لدى الأفراد، بل إنّ الأهمّ من وجود القوانين هو تطوير هذه القوانين وتعديلها بشكلٍ مستمرٍ بما يناسب وضع المؤسسة والزمن الذي نعيش فيه، فالأهمّ من وجود القوانين هو التخطيط والحوار مع أفراد المؤسسة بمختلف الشؤون.
  • على المدير الجيد أن يعيَ قدراته وإمكانيته بشكلٍ جيد، فكلّ مديرٍ يختلف في أسلوبه وطبيعته ككل البشر، فهنالك البعض ممّن خلقوا ولديهم طبيعة القيادة فنراهم يستطيعون إنجاح المؤسسة التي يديرونها حتى ولو كان أعداد الموظفين قليلاً، وكذلك الموظفون أيضاً، فعليك أن تكون واعياً لقدراتك وأن تتعامل مع موظفيك بناءً على طبيعتهم الفردية ومؤهّلاتهم وقدراتهم وأن تقوم باستغلالها بأكبر قدرٍ ممكن من دون التسلط عليهم.
  • يعدّ فريق العمل الذي يديره الشخص هو العنصر الأهمّ في المنظومة الإدارية، فلا يمكن للإدارة أن تنجح حتى ولو كانت موهوبةً بوجود فريق عملٍ متكاسلٍ أو غير موهوب، ولذلك فعليك قبل ذلك اختيار فريق عملك بشكلٍ جيد، وبما أنّنا نعيش في العالم الواقعيّ فلذلك عليك تقديم بعض التنازلات وأن لا تقدم على الاستغناء عن الأشخاص الموهوبين الذين تحتاج إليهم أو التفريط بهم على الإطلاق.
  • بما أنّك قد قمت بتشكيل فريق موهوب فعليك ألّا تخلق الحواجز بينك وبينهم على الإطلاق، فكثيراً ما نرى في فريق العمل أشخاصاً ذوي خبرةٍ أكثر من المدير نفسه، ولذلك فإنّ عليك الاندماج مع الفريق والاستفادة من آرائهم وخبراتهم وتحفيزهم ليعملوا بقدر استطاعتهم في صالح المؤسسة.
  • إنّ واحدةً من صفات الإدارة الناجحة هي معرفتها لقيمة الوقت، فلا يمكن لشخصٍ يستمرّ في إضاعة وقته أن يكون مديراً ناجحاً، فعليك أن تستغل الوقت بالفعالية القصوى لتحقيق أهداف المؤسسة، بل إنّ الإدارة الناجحة هي التي تستل الوقت لإنجاز العمل بأقلّ من الوقت المطلوب منها.
  • إنّ الفشل هو أمرٌ طبيعيٌّ في حياة الجميع، فحتى المؤسسات لا بدّ أن تفشل في مرحلةٍ من المراحل حتى ولو كانت من أقوى الشركات على الكوكب، وهنا يأتي دور الثقة التي تربطك بموظفيك، فالقائد الحقّ يظهر عند الشدائد حيث يلتفّ حوله الجميع للنجاة من الورطة التي يقعون بها، ولا يمكن القيام بهذا إن لم تكن قد بنيت جسراً من الثقة المتبادلة بينك وبين موظفيك.

زر الذهاب إلى الأعلى