همس القوافي

اشعار حب رومانسية

الحبّ

هل يوجد أروع من مشاعر الحبّ الصّادقة ؟ الحبّ من المشاعر التي تجعلك تفضل رضى وراحة من تحب على رضاك وراحتك أنت، ويأتي الحبّ في مظاهر متنوعة مثل: حب الأم لابنها، وحب الحفيد لجدّه، وحب الزّوج لزوجته، وحبّ الأخ لأخيه، دعونا نستعرض بعضاً من أجمل قصائد الحب، آملين أن يزين الحب حياتكم بالفرح والسرور.

ألا ليت

للشّاعر جميل بثينة

ألا ليت ريعان الشّباب جديد

ودهراً تولّى – يا بثين – يعود

فنبقى كما كنّا نكون وأنتمو

قريبٌ وإذ ما تبذلين زهيد

وما أنسى الأشياء لا أنسى قولها

وقد قربت نضوي: أمصر تريد

ولا قولها لولا العيون التي ترى

لزرتك فاعذرني فدتك جدود

خليليّ ما ألقى من الوجد باطن

ودمعي – بما أخفي الغداة – شهيد

إذا قلتُ ما بي يا بثينة قاتلي

من الحب قالت: ثابت ويزيد

وإن قلت: ردّي بعض عقلي أعش به

تولّت وقالت: ذاك منك بعيد

فلا أنا مردودٌ بما جئت طالباً

ولا حبّها فيما يبيد يبيد

جزتك الجوازي يا بثين سلامة

إذا ما خليل بان وهو حميد

وقلت لها: بيني وبينك فاعملي

من الله ميثاق له وعهود

وقد كان حبيكم طريفاً وتالداً

وما الحبّ إلا طارفٌ وتليد

وإنّ عروض الوصل بيني وبينها

وإن سهلته بالمنى لكؤود

وأفنيت عمري بانتظاري وعدها

وأبليت فيها الدّهر وهو جديد

ويحسب نسوان من الجهل أنّني

إذا جئت إيّاهن كنت أريد

فأقسم طرفي بينهن فيستوي

وفي الصّدر بون بينهن بعيد

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً

بوادي القرى إنّي إذاً لسعيد

وهل أهبطنّ أرضاً تظلّ رياحها

لها بالثّنايا القاويات وئيد

وهل ألقين سعدي من الدّهر مرّةً

وما رثّ من حبل الصّفاء جديد

وقد تلتقي الأشتات بعد تفرّقٍ

وقد تدرك الحاجات وهي بعيد

إذا جئتها يوماً من الدّهر زائراً

تعرض منفوض اليدين صدود

يصدّ ويغضي عن هواي ويجتني

ذنوباً عليها إنّه لعنود

فأصرمها خوفاً كأنّي مُجانب

ويغفل عنّا مرة فعنود

ومن يعط في الدّنيا قريناً كمثلها

فذلك في عيش الحياة رشيد

يموت الهوى مني إذا ما لقيتها

ويحيا إذا فارقتها فيعود

يقولون: جاهد يا جميل بغزوة

وأيّ جهادٍ غيرهنّ أريد

لكلّ حديث عندهنّ بشاشة

وكلّ قتيل عندهنّ شهيد

وأحسن أيّامي وأبهج عيشتي

إذا هيّج بي يوماً وهو قعود

تذكّرت ليلى فالفؤاد عميد

وشطّت نواها فالمزار بعيد

علقت الهوى منها وليداً فلم يزل

إلى اليوم يُنمّي حبّها ويزيد

فما ذكر الخلّان إلّا ذكرتها

ولا البخل إلا قلت سوف تجود

إذا فكرت قالت: قد أدركت ودّه

وما ضرّني بخلي فكيف أجود

فلو تكشف الأشياء صودف تحتها

لبثنة حبٌّ طارف وتليد

ألم تعلمي يا أم ذي الودع أنّني

أضاحك ذكراكم وأنت صلود

فهل القين فرداً بثينة ليلة

تجود لنا من ودّها ونجود

ومن كان في حبّي بثينة يمتري

فبرقاء ذي ضال عليّ شهيد

رَمَتِ الفُؤَادَ مَلِيحَةٌ عَذْرَاءُ

للشّاعر عنترة بن شدّاد

رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ

بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ

مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ

مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ

فاغتالني سقمِى الذي في باطني

أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ

خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت

أعْطَافَه ُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ

ورنتْ فقلتُ غزالة ٌ مذعورة ٌ

قدْ راعهَا وسطَ الفلاة ِ بلاءُ

وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة َ تِمِّهِ

قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ

بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها

فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ

سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ

لجلالهِا أربابنا العظماءُ

يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ

عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ

إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني

في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ

رَدَّ الخَلِيطُ الجِمَالَ

للشّاعر قيس بن الخطيم

رَدَّ الخَلِيطُ الجِمَالَ فانْصَرَفُوا

ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا

لَوْ وَقَفُوا ساعةً نُسَائلُهُمْ

رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ

فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ

ـدَّلّ، عَرُوبٌ يَسُوءُها الخُلُفُ

بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها

قَصْدٌ، فَلا جَبْلَةٌ وَلا قَضَفُ

تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا

قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ

حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها

كأنّها خُوطُ بَانَةٍ قَصِفُ

تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ

ـرَّمْلِ إلى السّهْلِ دونَهُ الجُرُفُ

ولا يَغِثُّ الحَدِيثُ ما نَطَقَتْ

وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ

تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ

وَهْوَ إذا ما تَكَلّمَتْ أُنُفُ

يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني

قضيْتُ لَيلي بالنوحِ والسَّهَرِ

يا عبلَ كَمْ فِتْنةٍ بَليتُ بها

وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر

والخيلُ سُودُ الوجوه كالحةٌ

تخوضُ بحْرَ الـهلاَكِ والخطَر

أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ

أُطيق دفعَ القَضاءِ والقَدَرِ

بَلْ لَيْتَ أهْلي وأهْلَ أَثْلَةَ في

دارٍ قَرِيبٍ مِنْ حَيْثُ تَخْتَلِفُ

أَيْهاتَ مَنْ أهْلُهُ بِيَثْرِبَ قَدْ

أمْسَى وَمَنْ دُونَ أهْلِهِ سَرِفُ

يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ دِيارَ بَني

عُذْرَة حَيْثُ انصرَفْتُ وانصرَفوا

أبْلِغْ بَني جَحْجَبَى وَقَوْمَهُمُ

خَطْمَةَ أنّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ

وأنّنا دُونَ ما يَسومُهُمُ الـأعـ

ـداءُ مِنْ ضَيْمِ خُطّةٍ نُكُفُ

نَفْلي بِحَدّ الصَّفِيحِ هامَهُمُ

وَفَلْيُنا هَامَهُمْ بِنا عُنُفُ

ألا تجلسين قليلاً

للشّاعر نزار قبّاني

ألا تجلسين قليلاً

ألا تجلسين؟

فإنّ القضية أكبر منك وأكبر منّي

كما تعلمين

وما كان بيني وبينك

لم يك نقشاً على وجه ماء

ولكنّه كان شيئاً كبيراً كبيراً

كهذي السّماء

فكيف بلحظة ضعفٍ

نريد اغتيال السّماء؟

ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟

ففي القلب شيءٌ كثير

وحزنٌ كثيرٌ

وليس من السّهل قتل العواطف في لحظات

وإلقاء حبّك في سلّة المهملات

فإن تراثاً من الحبّ والشّعر والحزن

والخبز والملح والتّبغ والذّكريات

يحاصرنا من جميع الجهات

فليتك تفتكرين قليلاً بما تفعلين

فإنّ القضية

أكبر منك وأكبر منّي

كما تعلمين

ولكنّني أشعر الآن أنّ التشنّج ليس علاجاً

لما نحن فيه

وأنّ الحمامة ليست طريق اليقين

وأنّ الشّؤون الصّغيرة بيني وبينك

ليست تموت بتلك السّهولة

وأنّ المشاعر لا تتبدّل مثل الثّياب الجميلة

أنا لا أحاول تغيير رأيك

إنّ القرار قرارك طبعاً

ولكنّني أشعر الآن أن جذورك تمتدّ في القلب

ذات الشّمال، وذات اليمين

فكيف نفكّ حصار العصافير والبحر

والصّيف والياسمين؟

وكيف نقصّ بثانيتين

شريطاً غزلناه في عشرات السّنين؟

سأسكب كأساً لنفسي

وأنت؟

تذكرت أنّك لا تشربين

أنا لست ضدّ رحيلك لكن

أفكّر أنّ السّماء ملبدةٌ بالغيوم

وأخشى عليك سقوط المطر

فماذا يضيرك لو تجلسين

لحين انقطاع المطر؟

وما يضيرك

لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك؟

أنت بكيت كثيراً

ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل

مثل القمر

أنا لست ضدّ رحيلك

لكن

لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشّعر

علّ قليلٌ من الشّعر يكسر هذا الضّجر

تقولين إنّك لا تعجبين بشعري

سأقبل هذا التّحدي الجديد

بكل برودٍ وكل صفاء

وأذكر

كم كنت تحتفلين بشعري

وتحتضنين حروفي صباح مساء

وأضحك

من نزوات النّساء

فليتك سيدتي تجلسين

فإنّ القضية أكبر منك وأكبر منّي

كما تعلمين

أما زلت غضبى؟

إذاً سامحيني

فأنت حبيبة قلبي على أيّ حال

سأفرض أني تصرّفت مثل جميع الرّجال

ببعض الخشونة

وبعض الغرور

فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور؟

وإحراق كلّ الشّجر

أنا لا أحاول ردّ القضاء وردّ القدر

ولكنّني أشعر الآن

أن اقتلاعك من عصب القلب صعبٌ

وإعدام حبّك صعبٌ

وعشقك صعبٌ

وكرهك صعبٌ

وقتلك حلمٌ بعيد المنال

فلا تعلني الحرب

إنّ الجميلات لا تحترفن القتال

ولا تطلقي النّار ذات اليمين

وذات الشّمال

ففي آخر الأمر

لا تستطيعي اغتيال جميع الرّجال.

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ

للشّاعر طَرَفة بن العبد

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ

كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ

بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي

منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه

دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى

وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه

وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها

لـها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ تُوَاغِلُهْ

غَنِينا وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً

كِلانا غَريرٌ ناعِمُ العيش باجِلُه

لَيَاليَ أقْتادُ الصِّبا ويَقُودُني

يَجُولُ بنَا رَيعانُهُ ويُحاوِلُه

سَما لكَ من سلْمى خَيالٌ ودونَها

سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُهُ فأمايِلُهْ

فذُو النّيرِ فالـأعلامُ من جانبِ الحِمى

وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجلـه

وأنّى اهْتَدَتْ سلمى وَسائلَ بَيننا

بَشاشَةُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ

وكم دُونَ سَلمى من عدُوٍّ وبلدةٍ

يَحارُ بها الـهادي، الخفيفُ ذلاذلُه

يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاةِ، كأنّهُ

رقيبٌ يُخافي شَخْصَهُ ويُضائلُهْ

وما خِلْتُ سلمى قبلَها ذاتَ رِجلةٍ

إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سَرَابلـهْ

وقد ذَهَبَتْ سلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ

فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِلـه

كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ

بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايلـه

وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي

بذلكَ، عَوْفٌ أن تُصَابَ مُقاتِلـه

فلمّا رأى أنْ لا قَرارَ يُقِرُّهُ

وأنّ هَوَى أسْماءَ لا بُدّ قاتِلـه

تَرَحّلَ مِنْ أرْضِ العرَاقِ مُرَقِّشٌ

على طَرَبٍ، تَهْوي سِراعاً رواحِلـه

إلى السّرْوِ أرضٌ ساقه نحوها الـهوى

ولم يَدْرِ أنّ الموْتَ بالسّرْوِ غائلـه

فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّةٍ

مَسيرَةِ شهْرٍ دائبٍ لا يُوَاكِلـه

رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ

للشّاعر أحمد شوقي

رُدَّتِ الرُّوحُ على المُضْنَى

معكْ أحسنُ الأيام يومُ أرجعكْ

مرَّ من بُعدِكَ ما روعني

أترى يا حلو بُعدي روعكْ؟

كم شكوت ُالبين باللّيل إلى

مطلع الفجر عسى أن يطلعكْ

وبعثتُ الشّوق في ريح الصّبا

فشكا الحرقة ممّا استودعكْ

يا نعيمي وعذابي في الهوى

بعذولي في الهوى ما جَمَعَكْ؟

أنت روحي ظلمَ الواشي الذي

زعمَ القلب سَلا أو ضيعكْ

مَوقِعي عندكَ لا أعلمه

آه لو تعلم عندي موقعكْ

أرجفوا أنّك شاكٍ موجَعٌ

ليت لي فوق الضّنا ما أوجعك ْ

نامتِ الأعين إلا مقلةً

تسكبُ الدّمع وترعى مضجعكْ

مضنى وليس به حراكْ

للشّاعر أحمد شوقي

مُضْنَّى وليس بهِ حَرَاكْ

لكن يخفُّ إذا رآك

ويميلُ من طرب إذا

ما ملتَ يا غُصنَ الأراك

إنّ الجمال كسَاك من

ورق المحاسن ما كَسَاكْ

ونبتَّ بين جوانحي

والقلب من دمه سقاكْ

حلو الوعود متى وفاك؟

أتراك منجزها تراكْ؟

مِنْ كل لفظ لو أذِنـ

تَ لأجله قبلتُ فاكْ

أخذ َ الحلاوة عن ثنا

ياك العِذابِ، وعن لماكْ

ظلماً أقول: جَنَى الهوى

لم يَجْنِ إلا مقلتاكْ

غدتا منيّة من رأيتَ

ورُحتُ منيةَ من رآكْ

كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ

للشّاعر أبو فراس الحمدانيّ

كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ

والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟

الحبُّ آمرهُ والصونُ زاجرهُ

وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ

أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ

فللعفافِ وللتقوى مآزرهُ

وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً

وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ

ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ

وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟

منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ

و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره ُ

يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به

فالصبرُ خاذلهُ والدمعُ ناصرهُ

إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ

يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ

ما أنسَ لا أنسَ يومَ البينِ موقفنا

والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ

و قولها ودموعُ العينِ واكفة:

هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ

هلْ أنتِ يا رفقة َ العشاقِ مخبرتي

عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ؟

وَهَلْ رَأيتِ أمَامَ الحَيّ جَارِيَة ً

كالجُؤذَرِ الفَرْدِ تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟

و أنتَ يا راكباً يزجي مطيتهُ

يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً أوْ يَباكِرُهُ

إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ:

هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟

ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جارية ً

في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ

وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ

كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ؟

يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ

والحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافرهُ

لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ

أأنتَ عاذلهُ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ؟

و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ

و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ

هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ

وداً تمكنَ في قلبي يجاورهُ؟

وأنّني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ

وَصَحّ بَاطِنُهُ مِنهُ وَظَاهِرُهُ؟

وضع غير مُعرَب

للشّاعر جميل الحبيب

سمراء يا سمراء طولُ تجاهلي

للنار لن يُبقي على الأحطابِ

كلا فعطرك قد يموج فحاذري

قد تُشعل الدنيا بعود ثقاب

ضوء الصبا في عارضيك محرِّضٌّ

فلتحسبي للضوء ألف حسابِ

غرباءُ لكنْ دار في أغوارنا

بالأمس سرُّ تآلفِ الأغرابِ

شفةٌ تسائل عن حبيب غائبٍ

عنها، فهل أمنتْ شرور جوابي؟

هذي الشّفاه التاركات أصابعي

في الجمر لن تمضي بغير عقابِ

إن لم أذقهُ النّهرَ لا فرقٌ إذاً

مابين نهرٍ قد بدا وسرابِ

إنّي لآمل أن أعانق لونهُ

لكنْ بأنفاسٍ لديّ غضابِ

إنّي لأنوي أن أغيب لبرهةٍ

فيه وأخشى أن يطول غيابي

عيناك عشب الصّيف حيث يطيب لي

في الصّيف أن أغفو على الأعشابِ

لا تسألي ما اسمي، أتيتُ إلى هنا

هرباً من الأسماء والألقابِ

عار على التّاريخ ينكر خمرتي

فلقد يكون العيب في الأكواب

سئمتْ من السفر البعيد أصاحبي

وسئمتُ من سفري ومن أصحابي

هم علّموني كيف أصبح (حاوياً)

وهمو وراء بذاءتي وسِبابي

هاتي يديك فلو لمست حقيقتي

لم تطرقي حيرى ولم ترتابي

إنّي سياج الشّوك من دوني أنا

ماذا ستصنع زهرة ٌفي غابِ

هيَ صُحبةٌ للشّرب فهْو يريدني

وأريد بعض الثلج عند شرابي

وأحب ضوء الفجر وهْو مذوّبٌ

وأحب فجر الضوء غير مُذابِ

قومي بتجربتي وأعرف جيداً

من سوف تقرع عن قريبٍ بابي

في كل جزء منك سوف أخطّ لي

درباً سيكفل جيئتي وذهابي

سيفوق فعلي الصدقَ حتى تهتفي:

ماذا فعلتَ؟! لُعِنتَ من كذّابِ!

ابكي إذا اشتدّت عليك لذاذةٌ

أنا في البكاء أضعتُ جلّ شبابي

لا ترفضي عرضي فكم من نجمةٍ

تنوي اقتناص اللّيل تحت قبابي

لا لا تعيدي لي الصّواب فمن أنا

أو من أكون إذا استعدتُ صوابي

لا تسأليني كيف أعرب وضعنا

إنّي ضعيف الحال في الإعرابِ

زر الذهاب إلى الأعلى