متفرقات

اشتهر صلاح الدين الايوبي

لناصر صلاح الدين الأيوبي هو أحد العظام في التاريخ، وممن شهد له مواليه وخصومه بالنزاهة والفروسية والإحترام وسمو الأخلاق، فقل أن تتواجد شخصية بصفات هذا البطل العظيم، وهو شخصية جد مشهورة في التاريخ سواء في الحضارة العربية الإسلامية أو في الحضارة الأوروبية الغربية، وقد أظهر تسامحاً دينياً عجيباً في عصر لم يكن فيه هناك مكان لهكذا شعرات فالأوروبيون في العصور الوسطى كانوا غاية في الإجرام وسفك الدماء لم يكن هناك مكان في قلوبهم للرحمة والتسامح والتعاون لمصالح الجميع، فقد كانوا يسعون جاهدين وبكافة إمكانياتهم لسد الثغرات الموجودة في بلادهم عن طريق القمع والظلم والعدوان والإجرام خصوصاً أيضاً في ظل تسلط الكنيسة والبابا واستلامها مقاليد الحكم ولو بشكل غير مباشر، ففي ظل هذه الظروف حاولت لفت نظر شعوبهم إلى أماكن أخرى فقاموا بما عرف تاريخياً بالحملات الصليبية، فقد تواروا خلف الصليب رمز المسيحية ولبسوا الأزياء المسيحية وهم في حربهم على بيت المقدس لإيهام الناس بأن هذه الحرب حرب دينية، ولكن الغاية من ورائها لم يكن الدين بل المصالح الاخرى والأطماع التي كانت تعشش داخل قلوبهم إزاء هذه المنطقة الحضارية، فكم استخدم الدين عبر التاريخ ليكون غطاءً لإيهام السذج من الناس وخداعهم ولفت أنظارهم عن الأطماع والنوايا الحقيقة التي تبعث على التصرفات المعينة وخصوصاً في الناحية السياسية.

وما أشبه اليوم بالبارحة، فلم تكن الدول الإسلامية على سوية عالية كما يظن البعض اليوم، فالتاريخ الإسلامي مر بمراحل انحدار عنيفة عبر تاريخه من التفرق والشرذمة والجرائم السياسية، وهذا ما توافق وما هيأ الظروف المناسبة لنجاح الحملات الصليبية، فقد استطاعات هذه الحملات أن تحتل بيت المقدس وترتكب الجرائم بحق السكان العرب والمسلمين، في ظل غياب كامل للخلافة العباسية الممزقة والضعيفة، فلم يكن هناك تواجد للخليفة العباسي ولا للفاطمي ولا لأي أحد، وتعالت صرخات العرب من داخل فلسطين ولم يكترث بهم أحد، إلى أن بدأت الحركة من مكان صغير على يد العظيم عماد الدين زنكي الذي غيبه التاريخ، فهو من أشعل شرارة الكفاح والجهاد ضد الفرنجة (الصليبيين)، وهو رائد التحرك ضدهم، ثم تلاه بعد ذلك القائد العظيم ابن العظيم نور الدين بن عماد الدين زنكي، والذي أكمل ما بدأ به أبوه من جهاد فكان نعم الخلف لخير السلف، وبعد انقضاء أجله – رحمه الله -، جاء البطل الناصر صلاح الدين الذي كان ضربة السيف التي قضت على التواجد الفرنجي في القدس، وفي عدد كبير من أجزاء بلاد الشام، فقد ارتبط اسمه بتحرير القدس بعد معركة حطين المشهورة، وارتبط اسمه بالتسامح والفطنة الحنكة والذكاء والمهارة العسكرية البالغة، كما كان صلاح الدين عالماً إسلامياً متصوفاً.

ولد صلاح الدين الأيوبي في العام 532 هـ في تكريت في العراق وتوفي في العام 589 هـ، وأكمل خلال حياته ما بدأ به القائدان العظيمان عماد الدين وابنه نور الدين زنكي من جهاد لاستعادة ما سلب من الأرض المقدسة، اسمه الكامل يوسف بن نجم الدين أيوب ولقبه الملك الناصر. من أهم إنجازاته إلى جانب تحريره بيت المقدس، أنه أسس الدولة الأيوبية، ووحد مصر والشام واليمن والحجاز وتهامة، كما اشتهر بقضائه على الدولة الفاطمية وبحربه على من عرفوا تاريخياً بفرقة الحشاشين.

زر الذهاب إلى الأعلى