همس القوافي

اجمل قصائد عن اللغة العربية , شعر عن اللغة العربية بالفصحى , اشعار باللغة العربية للاذاعة

لا تلمني في هواها
أنا لا أهوى سواها

لست وحدي أفتديها
كلنا اليوم فداها

نزلت في كل نفس
وتمشّت في دماها

فبِها الأم تغنّت
وبها الوالد فاها

وبها الفن تجلى
وبها العلمُ تباهى

كلما مرّ زمان
زادها مدحا وجاها

لغة الأجداد هذي
رفع الله لواها

فأعيدوا يا بنيها
نهضة تحيي رجاها

لم يمت شعب تفانى
في هواها واصطفاها

لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى

هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى

مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبداً

فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنّى وحدا

وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التّوكيد بعد المبتدا

أنت علمت الألى أنّ النّهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا

ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقاً سيّدا

أنت من قومت منهم ألسنا
تجهل المتن وتؤذي السندا

بك نحن الأمة المُثلى التي
توجز القول وتزجّي الجيّدا

بين طيّاتك أغلى جوهر
غرّد الشادي بها وانتضدا

في بيان واضح غار الضحى
منه فاستعدى عليك الفرقدا

نحن علّمنا بك الناس الهدى
وبك اخترنا البيان المفردا

وزرعنا بك مجداً خالداً
يتحدّى الشّامخات الخُلَّدَا

فوق أجواز الفضا أصداؤه
وبك التّاريخ غنّى وشدا

ما اصطفاك الله فينا عبثاً
لا ولا اختارك للدين سدى

أنت من عدنان نورٌ وهدى
أنت من قحطان بذل وفدا

لغة قد أنزل الله بها
بيّنات من لدنه وهدى

والقريض العذب لولاها لما
نغم المدلج بالليل الحدا

حمحمات الخيل من أصواتها
وصليل المشرفيّات الصدى

كنت أخشى من شبا أعدائها
وعليها اليوم لا أخشى العدا

إنما أخشى شبا جُهالها
من رعى الغي وخلّى الرّشدا

يا ولاة الأمر هل من سامع
حينما أدعو إلى هذا الندا

هذه الفصحى التي نشدو بها
ونُحيي من بشجواها شدا

هو روح العرب من يحفظها
حفظ الروح بها والجسدا

إن أردتم لغة خالصة
تبعث الأمس كريماً والغدا

فلها اختاروا لها أربابها
من إذا حدّث عنها غرّدا

وأتى بالقول من معدنه
ناصعاً كالدُر حلى العسجدا

يا وعاء الدّين والدّنيا معاً
حسبك القرآن حفظاً وأدا

بلسان عربي، نبعه
ما الفرات العذب أو ما بردى

كلّما قادك شيطان الهوى
للرّدى نجاك سلطان الهدى

لغة الضّاد

صباح الحكيم

أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ
لا ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ

أنا لا أكتب إلا لغة
في فؤادي سكنت منذ الصغرْ

لغة الضاد وما أجملها
سأغنيها إلى أن أندثرْ

سوف أسري في رباها عاشقاً
أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ

لا أُبالي بالَذي يجرحني
بل أرى في خدشهِ فكراً نضرْ

أتحدى كل مَنْ يمنعني
إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ

أنا جنديٌ و سيفي قلمي
وحروف الضاد فيها تستقرْ

سيخوض الحرب حبرا قلمي
لا يهاب الموت لايخشى الخطر

قلبيَ المفتون فيكم أمتي
ثملٌ في ودكم حد الخدرْ

في ارتقاء العلم لا لا أستحي
أستجد الفكر من كلِ البشرْْ

أنا كالطير أغني ألمي
وقصيدي عازفٌ لحن الوترْ

لا تقل عن لغتي

وديع عقل

لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ
إنّها تبرأ من تلك البنات

لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد
لذويها العُرب غيرَ المكرمات

ما رأت للضّاد عيني اثراً
في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات

إنّ ربي خلق الضادَ وقد
خصّها بالحسنات الخالدات

وعدا عادٍ من الغرب على
أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ

ملك البيتَ وأمسى ربَّه
وطوى الرزق وأودى بالحياة

هاجم الضّاد فكانت معقلاً
ثابتاً في وجهه كلَّ الثباتِ

معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما
باءَ إلا بالأماني الخائباتِ

أيها العُربُ حمى معقلَكم
ربُّكم من شرّ تلك النائبات

إنّ يوماً تُجرح الضّاد به
هو واللَه لكم يومُ المماتِ

أيها العربُ إذا ضاقت بكم
مدن الشّرق لهول العاديات

فاحذروا أن تخسروا الضّاد ولو
دحرجوكم معها في الفلوات

زر الذهاب إلى الأعلى