القسم الادبي

إذاعة عن اضرار التفحيط , مقدمة وخاتمة عن التفحيط , إذاعة عن خطر التفحيط

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله جعل من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصِهرًا. وأوجب صلة الأرحام وأعظم في ذلك أجرًا. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أعظمُ الناس قدرًا، وأرفعُهم ذكرًا، وأوصَلُهم رحِمًا. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بالحق وكانوا به أحرى. وعلى التابعين له بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

إخوتي الطلاَّب، من الآفات الخطيرة التي انتشرت وخصوصًا بين الشباب آفة “التفحيط” بالسيارات.

ونحن في هذا اليوم (………………….) الموافق (………………….) من شهر (………………….) لعام (………………….) يسرنا أن نخصص الحديث عن آفة التفحيط.

ونبدأ بالقرآن الكريم:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا * إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 69 – 73].

ومع ثاني فقراتنا.. الحديث الشريف:

الحديث

رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: “مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا”.

نصل إلى كلمتنا الصباحية:

التفحيط .. أقرب الطرق المؤدية إلى الموت

ممارسات خاطئة يمارسها بعض المتهورين كهواية ومغامرة، لكنها سلوكيات خاطئة محرَّمة، لأنها تودي بالنفس التي أمر الله تعالى بصيانتها والمحافظة عليها، ورغم ما يتشدق به ممارسو هذه الهواية المميتة من أنها تعبير عن مهارة التحكم في قيادة السيارات، إلا أن الشواهد تدل على فظاعة الحوادث الناجمة عنها، والدليل على ذلك كثرة الأبرياء الذين راحوا ضحايا لهذه الهواية ممن جذبهم حب الاستطلاع والفضول. فما هي الأسباب التي تدفع الإنسان للتضحية بنفسه أو المغامرة بحياته من أجل لحظة إثارة؟ وما هي أفضل السبل لمكافحة هذه الآفة التي استولت على قلوب كثير من الشباب فأدمنوها؟ وماذا يقول الشرع في ذلك؟ هذا ما نستنتجه من خلال السطور التالية: نعمة صارت نقمة. بداية يوضح الأستاذ أحمد عبد الله الغامدي (أستاذ العلاقات العامة الدولية والمحاضر بقسم الإعلام جامعة الملك عبد العزيز) أن التقنية نعمة من نعم الله التي أنعم بها على الإنسان، ولكن للأسف بدلاً من أن يستفيد منها الإنسان كنعمة حولها البعض إلى نقمة، وآلة للموت، ولعبة في أيدي الشباب المراهقين، الذين لا يتورعون عن تعريض حياتهم وحياة الآخرين للموت، من خلال مغامرات غير محسوبة، وغير مسؤولة، تودي بالأرواح والأموال. وأضاف الغامدي: هناك بعض الشباب المتهورين، يقومون بحركات قاتلة واستعراضات أمام مجموعة من الجماهير التي تصطف لتشجيع هؤلاء المتهورين في الشوارع والميادين العامة وأمام المدارس، خاصة بعد انتهاء الامتحانات والمباريات، وقد تبدأ هذه الظاهرة كهواية، وسرعان ما تتحول إلى إدمان، ولا شك بأن هذه الظاهرة محرمة شرعًا، لأن فيها إيذاء للنفس وإهدارًا للمال، والله تعالى يقول: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

ولهذا فقد أفتى علماء المسلمين بأن التفحيط محرم شرعًا، لما يترتب عليه من قتل للأنفس وإهدار للأموال وإزعاج للآخرين، بينما يرى فيه من يمارسون هذه الممارسات أن ما يقومون به هو نوع من المهارة، أو حب المغامرة، وقد يراه صغار المراهقين نوعًا من الشجاعة التي تجعله يتحكم في السيارة في ظروف صعبة وخطيرة.

“التفحيط .. وحب الظهور والشهرة” هو عنوان فقرتنا القادمة:

حب الظهور والشهرة

عندما يبدأ المفحط بالظهور والبروز يتهافت الجمهور عليه، وتزداد رغبته في الظهور والشهرة. إضافة إلى الفراغ، فالبطالة وعدم وجود ما يشغل هؤلاء الشباب يجعلهم بلا هدف، وعرضة للفراغ القاتل، وكذلك التقليد الأعمى لما يراه هؤلاء المراهقون في وسائل الإعلام والألعاب الالكترونية، مثل أفلام العنف والمطاردات التي تعرضها القنوات الفضائية والأفلام الغربية والأمريكية. والرقابة من الأسرة وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم. وأخيرًا الغنى والترف ووجود المال في أيدي هؤلاء المراهقين يجعلهم لا يكترثون ولا يحافظون على هذه السيارات؛ فهو قد حصل عليها بسهولة، فإذا احترقت وتحطمت فسوف يكون هناك بديل جاهز، دون عناء أو تعب. سلوك مخالف للأعراف الاجتماعية والدينية للمجتمع، لأنه يمثل إهدارًا للنفس والمال في غير الهدف الشرعي الذي أوجدته الشريعة، فهناك جملة أسباب لهذا السلوك منها: أسباب اجتماعية، مثل التفكك الأسري وغياب رقابة الوالدين، وعدم وجود القدوة في الأسرة، وغياب التوجيه السليم، وغياب المحاسبة الواعية، وغياب الحوار داخل الأسرة، وانعزال الأب عن الأسرة، وإمداد الشباب بالأموال دون النظر لحاجة الشاب للمال. كما أن هناك أسبابًا نفسية، منها عدم الثبات الانفعالي، والاندفاع، والتهور، وحب الاستعراض والظهور، والإحساس بالنقص، والتقليد، والرغبة في تفريغ الطاقة.

•• ••

وهنا نأتي وإياكم إلى ختام جولتنا الإذاعية بين أفياء مدرستنا العامرة، راجين أن تكونوا قد استفدتم مما طرحنا من معلوماتٍ مُنتقاة.

ولا يسَعُنا – أحبتنا الكرام – إلا أن ندعو الله لنا ولكم التوفيق، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى