القسم العام

أين يوجد جبل الطور

الجبال من أكثر التضاريس الأرضية ارتفاعاً عن سطح الأرض كما تتميز بشدة انحدار سفوحها، وبحسب ما ورد في الموسوعة البريطانية فإنه لاعتبار أي قمة جبل يجب ألا يقل ارتفاعها عن 610 متر عن سطح الأرض، وفي معاجم اللغة العربية تم تعريف الجبل على أنه كل ما علا عن سطح الأرض وجاوز الأرض ارتفاعاً، والأمثلة عن الجبال كثيرة جداً حول العالم، فمنها ما مرتفع جداً ومنها ما هو منخفض جداً، ومن أمثلة الجبال المشهورة حول العالم جبل الطور.
جبل الطور أو ما يسمى أحياناً بجبل الطابور يقع في الجزء الجنوبي من الجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر الواقع في فلسطين، ويمثل هذا الجبل أعلى قمة في تلك المنطقة بارتفاع يقدر ب 588 متر فوق سطح البحر، وأكثر ما يميز هذا الجبل هو وضوح قمته وبالتالي إمكانية رؤيتها من أماكن بعيدة عنها مثل الجليل والجولان، كما أن سفوحه تضم ثلاث قرى، وهي : دبورية الواقعة على السفح الغربي للجبل وهي أكبر القرى، وقرية الشبلي الواقعة على السفح الشرقي للجبل، وأخيراً قرية أم الغنم الواقعة على السفح الغربي الجنوبي للجبل.
أما بالنسبة لتسميته بجبل الطور أو الطابور فإنّ الأصل فيها يرجع إلى اللغة اليونانية، حيث إنّ كلمة طابور في اليونانية تعني المرتفع، بينما يرى البعض بأن سبب هذه التسميه يرجع إلى كلمة طابور المأخوذة من لغة أوغاريت والتي كانت سائدة في رأس شمرا الواقعة في سوريا، أي بمعنى النور أو البهاء، لكن العرب اعتادوا أن يطلقوا عليه اسم جبل الطور، ويشكل هذا الجبل أهمية دينية وتاريخية بالنسبة للمسيحيين، وعادةً ما يسمونه جبل التجلي، وذلك بسبب تجلي سيدنا عيسى عليه السلام منه حسب اعتقاداتهم.
كما تحتضن قمة هذا الجبل كنيسة كاثوليكية تدعى بكنيسة التجلي، والتي تم بناؤها في الفترة الممتدة بين عامي 1919 إلى 1924 على يد المهندس المعماري أنطونيو بارلوزي، حيث قام ببنائها على بقايا كنيسة بيزنطية يرجع أصلها إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، كما كانت توجد كنيسة بيزنطية أخرى يرجع أصلها إلى القرن الثاني عشر، والتي كانت ملكاً لأمير الجليل الأمير تانكريد، ويحتوي الجزء العلوي من هذه الكنيسة لوحة فسيفسائية تحمل صورة التجلي الذي يحتفل المسيحيون به في 6 آب من كل عام، وتسمى هذه المناسبة بعيد التجلي.
ويعتبر جبل الطور من أجمل القمم في تلك المنطقة إذ يمتلئ بكثرة بأشجار الصنوبر والسنديان، كما أن هنالك طريق غير معبد يلتف حول هذا الجبل ويمتاز هذا الطريق بوجود الأحراش الخضراء فيه بكثرة، كما يمكن رؤية سهل مرج بني عامر الواقع في الجنوب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جبال فقوعة والسامرة، أما من جهة الغرب فيمكن رؤية جبل الكرمل، كما تتجلى جبال الجولان من الشرق، ومن الشمال يمكن رؤية جبال الجليل الأعلى.

زر الذهاب إلى الأعلى