القسم العام

أين يقع جبل الحلال فى سيناء؟

يقع جبل الحلال في شمال صحراء سيناء في جمهوريّة مصر العربيّة، ويبلغ ارتفاع هذا الجبل نحو ألفي متر فوق سطح البحر، ويمتدّ جنوب محافظة العريش بمسافة ستين كيلو متراً، والجبل عبارة عن سلسلة من الهضاب المرتفعة، وتقدّر مساحة امتداد جبل الحلال مسافة ستين كيلو متراً محصورة من شرق الجبل إلى غربه، وسُمّي جبل الحلال بهذا الاسم نسبةً إلى الحلال؛ أي الغنم الّذي كانت ترعى به القبائل البدويّة في سيناء.
تُعتبر القبائل البدوية أوائل النّاس الّذين سكنوا هذا الجبل؛ حيث تنمو على هذا الجبل النّباتات الصّالحة لرعي الحيوانات، وعندما تمّ اكتشاف هضاب الجبل الذي تنمو عليه هذه النباتات قام البدو بجلب أغنامهم والمواشي للرعي على سفوح هضاب هذا الجبل الكبير، ونذكر أنّ الطّبيعة الجغرافية والصّخور التي يتكوّن منها هذا الجبل هي الصّخور النّارية، وصخور الرّخام والجير، ولهذا إنّ تساقط مياه الأمطار لا يستفيد منه الجبل، بل تجري إلى الأودية التي تنتهي عنده أجزاء الجبل السّفلية، فلهذا نجد أشجار الزّيتون قد وجدت مكاناً تنمو عنده هذه الأشجار، وكذلك تنمو أيضاً الأعشاب المفيدة التي يستفيد منها الإنسان.
ويتميّز جبل الحلال أيضاً بوجود الكهوف والمغارات التي شكّلها سقوط الأمطار الغزيرة في الصّخور التي تتأثّر بسهولة بمياه المطر؛ حيث نجد أنّ أعماق هذه الكهوف قد يقارب مسافة ثلاثمائة متراً، وعندما تمّ الصعود لقمم هذا الجبل اكتُشفت مناجم للفحم في إحدى قممه، وذلك في عهد الرّئيس الرّاحل جمال عبد الناصر، ومن أبرز قمم هذا الجبل الممتد على هذه المسافة الكبيرة هي: قمم القسيمة، وصدر الحيطان، والجفجافة، والجدي، وقمّة جبل الحسنة، ونذكر أنه تمّ إنشاء سد الرّوافعة بمسافة تُقدّر بثمانية كيلومترات من النّاحية الشّمالية للجبل.

الحياة في جبل الحلال

تتّصف الحياة التي يسكنها النّاس في جبل الحلال بالحياة الصّعبة؛ بل هناك صعوبة في التّأقلم، ولكن البدو هم من نجح في العيش في هذا الجبل وذلك بسبب بساطة نمط حياتهم؛ فالبدو يشتهرون بالتّرحال والتّنقل الكثير، ولكن مع وجود المراعي الوفيرة استوطن البدو الجبل، ومن أبرز القبائل البدويّة التي سكنت وما زالت تسيطر على حكم الجبل هي قبائل التّرابين والتّياهة، ونذكر أنّ الجبل لا توجد به كهرباء لأنّها تحتاج إلى مولّدات كهربائية عالية التّكاليف عند تشغيلها وتوصيلها، وكذلك لا توجد هناك خدمات لتوصيل المياه، وذلك بسبب الكلفة العالية لحفر آبار المياه الجوفية، فالأهالي يعتمدن على المياه التي تتجمّع في أودية الجبل، ويتمّ تخزينها في خزانات، ونذكر أيضاً بأنّ البدو قاموا بالسّكن والعيش في الكهوف والمغارات خصوصاً في فصل الشّتاء؛ أي عند هبوب الرّياح القويّة، وكذلك تساقط الأمطار الغزيرة.
يعتبر جبل الحلال من الأماكن الخطرة التي لا يُنصح بالاقتراب منها؛ لأنّه يعتبر ملاذاً ومكاناً جيداً يختبئ به المجرمون والعناصر الإرهابيّة الّتي تهرب للاختباء من الشّرطة والأجهزة الأمنية، وذلك عندما يقومون بعمليّات إرهابيّة وتخريبيّة تستهدف أمن المدن المصرية، ولكن الشّرطة المصرية تقوم بمسح وتمشيط كامل للجبل، وذلك للبحث عن هؤلاء الخارجين عن القانون.

زر الذهاب إلى الأعلى