التعليمي

أهم وسائل نقل المعرفة

تعتبر القراءة والكتابة من أهم وسائل نقل المعرفة في القديم والحديث، إضافة إلى ما ظهر اليوم من وسائل أخرى كالتسجيلات الصوتية والفيديوهات وغيرها من وسائل وأدوات نقل المعرفة، وتناقل المعرفة مهم جداً لاستمرار دوران عجلة التقدم النهضوية والعلمية والانسانية، ولكن القراء والكتابة هما الوسيلتان الأهم لنقل هذه الخبرات والمعلومات عبر الأزمان والعصور، فبالقراءة تتوسع المدارك وتثرى المعلومات و تزيد الخبرات فالقراءة تكسب الإنسان خبرات، إذا أراد تحصيلها وحده فإن حياته القصيرة لن تكفيه لتحصيل واحد بالمئة منها، فالخبرات تراكمية والمعلومات المستقاة توظف في الاستخدامات العلمية والمنجزات الحضارية، لذلك فالقراءة ثقافة، تسود في المجتمعات ويتنبه بها الناس إلى أهميتها وضرورتها عن طريق الوعي الكامل.

لا يمكن لإنسان أن يصبح قارئاً في يوم وليلة، متى أراد ذلك، لا شك أن للإرادة دور هام في ذلك، لكن القراءة تكون بالممارسة بدرجة أساسية، فالبداية تكون منذ الصغر، ومنذ نعومة الأظفار، عن طريق تحبيب الأطفال بالقراءة، بتصميم الكتب التي تناسب عمره، والتي تستخدم فيها الألوان والرسومات الجميلة التي يحبها الطفل، أما الكتب الجامدة فهي لا تناسب الأطفال قطعاً، وستنفره منها ومن القراءة للأبد، فمجتمعاتنا العربية وضعها متردٍ في هذا المجال، وهذا واضح جلي في نظرتها للكتب والثقافة بشكل عام. إن القراءة والمثابرة عليها ليست بالأمر السهل، بل تتطلب المثابرة الصبو والتعويد عليها.

ليس القارئ هو الذي يقرأ في مجال محدد فقط، بل يجب القراءة في جميع المجالات المعرفية، لأن القراءة في مجال واحد ستكسب الشخص بالطبع ثقافة في مجال محدد، إضافة إلى عدم جدوى هذه القراءة وهذه المعرفه، فالعقل لن يحتوي معلومات وخبرات في عدة مجالات كما أن الشخص لن يكتسب الثقافة ازواسعة وسعة المدارك، ولن يستطيع الإسهام إلا في المجال نفسه فقط، كما أن الاتجاه السائد وخصوصاً عند الشباب بقراءة الأدب والمجموعات القصصية والدواوين الشعرية هو أمر ليس منه جدوى فالآداب مطلوبة، إذ تعد نوعاً من الفنون التي لا يجب إهمالها فهي تعطي فكرة عن مدى الإبداع الموجود عند الكاتب وعن نوعية الثقافة المنتشرة في المجتمع، إلا أنها لن تسبب زيادة في الحصيلة المعرفية لدى القارئ، لذلك فالتنويع والقراءة في جميع المجالات هو الحل الأمثل لسيادة الثقافة وانتشارها في المجتمع.

حسب رأي المختصين في هذا المجال وفي مجال نشر ثقافة القراءة في المجتمع، فإنه يلزم الشخص ليكون مثقفاً قراءة كتابين شهرياً أحدهما في تخصصه والآخر في أي مجال أخر.

زر الذهاب إلى الأعلى