التعليمي

أهمية موقع مصر الجغرافي

تعتبر مصر قلب الوطن العربي النابض، وحلقة وصل القارّة الآسيوية بالقارة الأفريقية؛ فهي بهذا دولة مهمّة لهذه العوالم الثلاثة. جغرافياً، تتبع مصر للقارة الأفريقية، وتقع في أقصى الشمال الشرقي لهذه القارة؛ حيث تطلّ من شمالها على البحر الأبيض المتوسط، الّذي يتوسّط قارات العالم القديم، أمّا من شرقها فهي تطل على البحر الأحمر الّذي يفصل بين كلٍّ من القارتين الآسيوية (شبه الجزيرة العربية تحديداً)، وبين القارة الأفريقية، وتشترك مصر في الحدود الجنوبيّة لها مع السودان، أمّا حدودها الغربية فهي مشتركة بينها وبين ليبيا.

أهميّة موقع مصر الجغرافي

موقع مصر هو واحد من أهمّ الأسباب التي أعطت لمصر أهميّةً عظيمة؛ فقد عمل هذا الموقع على:

  • أن تكون قريبةً من كافّة الدول ومن كافة الحضارات سواء في العصور القديمة، أم في العصور الحديثة؛ فهي دولة تتوسّط كلّ مناطق العالم القديم والحديث، هذا القرب الشديد من المناطق الهامّة والحسّاسة جعلها تلعب دوراً محوريّاً في حسم قضايا هذه المناطق.
  • أن تكون لها أهميّة تجارية كبيرة جداً؛ نظراً لإطلالتها المتميّزة على بحرين مهمّين في الحركة التجارية العالمية، وقد ازدادت الأهمية التجارية لمصر بسبب إنشاء قناة السويس التي استطاعت ربط البحرين الأبيض المتوسط، والأحمر معاً؛ حيث وفّرت هذه القناة إمكانية التنقّل بين البحرين دون الحاجة إلى سلوك طرق أخرى تستنزف الجهد والوقت، كما أنّ أهمية مصر التجارية ستزداد أكثر وأكثر في حال الانتهاء من مشروع السويس الجديد؛ حيث ستجعل هذه القناة التنقّل يتمّ بشكل أسرع. وهناك أهميّة أخرى لقناة السويس وهي أنّها أصبحت بالنسبة لمصر مصدر دخل قومي لا يُستهان به.
  • توفير كلّ سبل نشوء الحضارة لها؛ فهذا الموقع في هذه البقعة من العالم وفّر لمصر واحداً من أعظم الأنهار في العالم وهو نهر النيل العظيم، الّذي لولاه لما اقتربت أمّة من مصر، فمصر كما يطلق عليها هي هبة النيل.

مرّت مصر خلال تاريخها بالعديد من الحضارات المتعاقبة، كما مرّت بالعديد من الأزمات المختلفة التي استطاعت النهوض منها بعزيمة شعبها وإصراره على تحدّي الصعاب؛ فالشعب المصري واحد من أعظم شعوب العالم، والحضارة المصريّة أيضاً بكافّة تفاصيلها هي حضارة عريقة ليس كمثلها حضارة. من هنا يمكن اعتبار هذا التذبذب التاريخي الحضاري في مصر هو واحد من الأسباب التي أنتجت العظماء المصريين من مختلف الفئات من علماء، وعلماء الأزهر الشريف، ومفكّرين في كافّة المجالات والحقول المعرفية، وفنانين كالموسيقيين، والمغنين، والممثلين؛ فالظروف الصعبة تزيد من معدّلات الإبداع، والحقيقة التي لا مناص منها هي أنّ أيادي مصر البيضاء على العالمين العربي والإسلامي بل العالم بأسره عديدة وكثيرة، ولا تزال بفضل الله تعالى قائمة إلى يومنا هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى