الاخبار

أصنام.. السيد الوزير

%name أصنام.. السيد الوزير

مثُل وزير السياحة والآثار والحياة البرية السابق محمد عبد الكريم الهد أمام محكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام أمس بصفته شاهد في قضية اختفاء شجرة الصندل من المتحف القومي والتي تفوق قيمتها “3” مليارات جنيه يواجه فيها الاتهام “4” متهمين من بينهم المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف، ونفي الهد تهمة الإهمال في مواجهة “المتهم الرابع” المدير العام، وقال إنه كان مسؤولاً عن كل المتاحف في السودان والتي يبلغ عددها “13” متحفاً وإنه ليس مسؤولاً عن الأشجار داخلها، وأوضح أنه علم بوجود شجرة صندل بالمتحف من خلال المتهم الرابع عقب سرقتها عبر تقرير مفصل فيه كل الإجراءات التي تم اتخاذها بصفته وزيراً مشرفاً عليه، نافياً وجود قصور من قبل مدير الآثار، فضلاً عن عدم إخطارهم من قبل إدارة الغابات بوجود شجرة صندل، وقال الهد إنه لم يدخل إلى متحف السودان القومي لأنه يحوي أصناماً.

الوزير السابق لم يدخل المتحف القومي الذي (يرقد) فيه تاريخ السودان عبر العصور ويمثل أهم موروث حضاري للشعب السوداني عبر الحقب التاريخية المختلفة، لأن يحوي أصنام! ولعله يقصد بذلك المجسمات لعظماء ملوك السودان والمنحوتات الجرانيتية لترهاقا وبعانخي والملكات الكوشيات، الوزير السابق ورغم انه لم يدخل المتحف وبالطبع لم ير شجرة الصندل في حياته وانه علم بوجودها من تقرير المتهم الرابع، وبالرغم من أن وسائط التواصل الاجتماعي تداولت صورته وهو داخل المتحف، وعليه فانه لم يدخل (12) متحفاً آخر هي كنز وثروة السودان في بقاعه المختلفة، وعليه توجب التساؤل عمن كان يدير إدارة المتاحف بالوزارة؟ ومن يوقع على ميزانيتها؟ ومن يجيز تقاريرها؟ ولماذا أخطره المتهم الرابع بفقدانها إن لم يكن مسؤولاً عنها؟ ولماذا كان يضع المتحف وتاريخة في صفحة الوزارة على الفيسبوك؟

الآن بات واضحاً لماذا لم يطالب الهد الوزير السابق باسترداد آثارنا المتناثرة في المتاحف العالمية؟ وتأكدت أسباب تراجع أعداد السائحين، اللهم إلا سواح الصيد الجائر!
ما يثير الدهشة والاستغراب أن الوزير السابق وهو على القسم قال: (انه لم يدخل المتحف لأنه يحوي أصناماً)، تراني أميل الى تصديق حديث الوزير تحت القسم وانه لم يدخل المتحف القومي وأي متحف آخر، لماذا لم يعتذر الوزير السابق وهو يعلم انه بقبوله لكرسي وزارة السياحة سيكون مسؤولاً عن الأصنام؟ وهل أدى الوزير السابق القسم بموجب المادة (71) من الدستور؟ وبما أن وزير السياحة الحالي من نفس الجماعة فهل يرى ما يراه سلفه؟ وماذا لو قرر أحد وزراء الجماعة أن يحطم آثارنا (الأصنام) تقرباً إلى الله؟ بعد تصريح الهد حول احتواء المتحف على أصنام ربما توجب أن يسأل خلفه عن رأيه في زيارة المتحف ومتى تفقده باعتبار أن المتحف كان مسرحاً لسرقة شجرة الصندل ذات الأصول الهندوسية؟ عجايب!

زر الذهاب إلى الأعلى