الأدعية والأذكار

أصحاب الرسول

لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام إلى الناس أجمعين لتكون المنهاج الّذي يسير عليه جميع الخلق، وخلال بعثته صلى الله عليه وسلم آمن به البعض وكفر به الآخرون كما الحال في جميع الأنبياء والرسل الذين بعث بهم الله عز وجل إلى الأمم، وكان الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم هم الصحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى.
فالصّحابة هم من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ورآه، فأتى مصطلح الصحابة من كلمة الصحبة والّتي في اللغة العربية تعني المرافقة والملازمة، فكان الصحابة رضي الله عنهم هم رفاق الرسول صلى الله عليه وسلم الّذين عاشروه في حياته ولازموه وعاونوه أثناء نشره لدعوة الإسلام، وهم الذين كانوا يدافعون عنه ويفدونه بأرواحهم في المعارك وضدّ الكفار الّذين كانوا يحاولون قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في كلّ فرصةٍ تسنح لهم بذلك، وكانت فترة الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي الفترة التي اتّسعت فيها رقعة الدولة الإسلاميّة، وهم الذين قاموا بتدعيم أُسس ودعائم الإسلام التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
فقام الصحابة الكرام بالانتشار في بلاد المسلمين التي فُتحت بعد ذلك في زمانهم وذلك كي يقوموا بنشر الدعوة الإسلامية وتعاليم الإسلام التي تعلّموها على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان للصحابة رضي الله عنهم فضلٌ كبيرٌ في حفظ القرآن الكريم الّذي قاموا بتعلّمه وحفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقاموا أيضاً بحفظ السنّة النبويّة التي تعلّموها على يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكان من الصحابة من برز في عدّة مواقف مختلفة؛ حيث برز بعضهم في حفظ السنة النبويّة الشريفة والأحاديث النبويّة كأبي هريرة رضي الله عنه الذي كان أكثر الصحابة حفظاً للأحاديث النبوية الشريفة.
وكان من الصحابة رضوان الله عليهم من برز في نشر الدعوة؛ فكان الخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله تعالى هم أبرز الصحابة وهم أحد العشرة المبشّرين بالجنة من الصحابة الكرام أيضاً، والخلفاء الراشدون عليهم رضوان الله تعالى وبركاته هم: أبو بكرٍ الصدّيق، والفاروق عمر بن الخطاب، وذو النورين عثمان بن عفّان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وقد ذكر القرآن الكريم فضل الصحابة الكرام وأثنى عليهم؛ فهم أفضل البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقال الله عزّ وجل في القرآن الكريم:” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.

زر الذهاب إلى الأعلى