من هو

سيرة الصحابي أُسيد بن حضير رضي الله عنه

سيرة الصحابي أُسيد بن حضير رضي الله عنه

نسبه: هو أُسيد بن حضير بن سمّاك بن عتيك بن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن الحارث بن الخزرج بن عمروبن مالك الأوسيّ، كُنِّي بأبي يحيى وأبي عتيك كان زعيمًا للأوس قبل دخوله للإسلام وورث زعامتهم عن أبيه حُضير. كان من أشراف العرب قبل الإسلام، وورث شخصيّته الشريفة القويّة من جدوده وآبائه.

أسلم أبوه قبل هجرة النبّي على يد بن عمير، وكان يُسمّى حضير الكتائب

إسلامه: أرسل النّبي عليه الصّلاة والسّلام مصعب بن عمير إلى يثرب ليفقّه أهلها في الدّين ويدعوهم إليه ويعلّمهم أمور إسلامهم. فلمّا علم بذلك سعد بن معاذ – كان صاحبًا لأسيد ولم يكن آنذاك مسلمًا – فشاء أن يُسلّط أسيد على مصعب بن عُمير، وأمره أن يذهب لزجره.

حمل أُسيد حربته، ودخل على مُصعب في غضبٍ وحميّة وكان في ضيافة أسعد بن زرارة، وكان حوله أمّة من الناس يستمعون، فطلب منه مُصعب في لين أن يجلس ويستمع، لعله يرضى بما جاء به، وإن كرهه فإنّ مصعب رضي الله عنه سيكفّ.

جلس أُسيد يستمع لحديث مُصعب الذي راح يقرأ آيات القرآن ويتلو أحكامه ومبادئه وشروطه، فوجد الكلام طريقه لفؤاد وروح أُسيد فسأله عمّا يفعله لكي يكون من المُدينين بهذا الدّين. فقال مصعب أنّ عليه التطهُّر وشهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبد الله ورسوله.. وأن يشرع في الصّلاة..

قام أُسيد بن حضير فاغتسل وشهد شهادة الحقّ وحمد الله ربّ العالمين.

أخلاقه:

الحكمة والتّأنّي:

كان أُسيد بن حضير زعيمًا أنصاريًّا كبيرًا، فلمّا مات رسول الله عليه السّلام أعلن فريق من الأنصار بزعامة سعد بن عبادة أحقّيّة الأنصار بتلك الخلافة، واحتدمت الأمور بين المسلمين مهاجرين وأنصار.
وهنا تدخّل أُسيد وقال جملته العظيمة لفريق الأنصار:” قد تّعلمون أنّ رسول الله عليه الصّلاة والسّلام كان من المُهاجرين، فخليفته إذًا أحقّ أن يكون منهم، ولقد كنّا انصار النّبي عليه السّلام في حياته، فاليوم علينا أن نكون أنصار خليفته”

بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قول عبد الله بن أبيّ حين قال لأهل المدينة قولته البغيضة:” لقد أحللتمُومهم بلادكم، وقاسمتوهم أموالكم، أما والله لو أمسكتُم عنهم ما بأيديكم، لتحوّلوا إلى غير دياركم..أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلّ ..” فقابل بعدها أُسيد بن حُضير وسأله النّبي: “أما بلغك ما قال صاحبُكم؟”.

فقال أُسيد: وأيُّ صاحبٍ يا رسول الله؟”، قال النّبي عليه السّلام:”عبد الله بن أبيّ. زعم أنّه إن رجع إلى المدينةِ ليُخرجنَّ الأعزُّ منها الأذلّ”. فقال أُسيد: “فأنتّ والله يا رسول الله، تُخرجه منها إن شاء الله..هو والله الذّليل وأنت العزيز..يا رسول الله ارفق به، فوالله لقد جائنا الله بك..وإنّ قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه ملكًا على المدية، فهو يرى أنّ الإسلام قد سلبه مُلكًا..”

حسن الصّوت : عن أبي سعيد الخدريّ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لأُسيد: اقرأ أُسيد، فإنّك أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود.

فرط محبّته للنبيّ: وفي مرّةٍ كان النّبيّ عليه أفضل الصّلاة والسّلام يمازح أصحابه، فطعن أُسيد في خاصرته بعودٍ. فقال أُسيد: اقِدني من نفسك. فقال النّبي: استقِد. فقال: إنّ عليك قميصًا وليس عليّ. فرفع النّبي عليه السّلام قميصه، فاحتضنه أُسيد وقبّل ما بين خاصرة النّبي وضلعه الخلفيّ. وقال: إنما أردتُ هذا يا رسول الله.

روايته للحديث: أسند أُسيد بن حضير حديثًا أنّه جاء إلى النّبيّ وقد قسّم طعامًا، فذكر له أُسيد بيت من الأنصار، وأغلبهم من النّساء. فأخبره النّبي عليه السّلام: قد تركتنا يا أٌسيد حتّى نفد ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيءٍ جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت.
فلمّا سمع أُسيد أنّ النّبي جاءه طعام من شعير أو تمر، فقسّم وأجزل لهذا البيت. فجاءه أسيد شاكرًا: جزاك الله أطيب الجزاء أي نبيّ الله. فقال النّبي: وأنتم معشر الأنصار..جزاكم الله أطيب الجزّاء..فإنكم ما علمت أعفّة صُبُر.. وسترون بعدي أثرة في الأمر والقِسم، فاصبِروا حتّى تلقوني على الحوض..”

وفاته: توفّي في سنة عشرين هجريًّا وحمل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين جثمانه، ودُفن بالبقيع.

وقد كان على عروة دينٌ من 40 ألف درهم. فلمّا علِم عمر بذلك، ردّ الأرض، وباعَ حصادها أربع سنين بأربعة آلاف، كل عامٍ ألف درهم.

زر الذهاب إلى الأعلى