الاخبار

الترويكا والكيد الرخيص!

لا أدري والله ما هي مصلحة دول الترويكا (أمريكا وبريطانيا والنرويج) في وضع المتاريس أمام سلام الجنوب؟!

ما يثير العجب أن تلك الدول التي تُصر على حشر أنفها في شأن السودان ودولة جنوب السودان بذات الأسلوب الاستعماري القديم، بدلاً من أن تشيد بما تحقّق من سلام وتعمل على سد أي ثغرة ترى أنها تُهدّد ذلك الاتفاق، تُصر على الإدلاء بتصريحات محبطة تعوق استكمال السلام وقد تدفع المترددين على النكوص عن المضي قُدماً في التفاوض.

فقد أصدرت دول الترويكا بياناً قالت فيه: (إن هناك مطبات ومخاوف كبيرة تعترض تنفيذ الاتفاق)، ثم وصف البيان الاتفاق بأن به بعض النقاط غير الواقعية!

كان على هذه الدول، على الأقل، إن كان لديها بعض الملاحظات على الاتفاق، أن تصمت ثم تتعاون مع السودان والمفاوضين في سبيل الضغط على أطراف التفاوض من أجل استكمال السلام بالصورة التي تجعله مُستداماً، ولكن للاسف، فإن مجرّد السماح لأكبر دولتين استعماريتين (أمريكا وبريطانيا) بالجلوس مع أطراف الأزمة وإصدار البيانات والتصريحات حول سير التفاوض لمجرد أنهم ممولون يُشكل خطراً على التفاوض، ولستُ أدري والله متى تنعتق إفريقيا من الخضوع لمستعمريها الذين تعلم أنهم لا يتدخلون في الشأن الإفريقي إلا خدمة لأجندتهم ومصالحهم الاستعمارية؟!

محلية المتمة تشكر حاتم الوسيلة

كنتُ قد كتبتُ قبل نحو ثلاثة أسابيع متحسّراً على حال أهل محلية المتمة الذين يعانون من انعدام الجازولين، الأمر الذي كان يشكل خطراً ماحقاً على الموسم الزراعي، ولعل ما جعلني أنفعل وأكتب بحرقة أني استمعت إلى مواطني المتمة كفاحاً خلال مشاركتي في عزاء خالتي بالمتمة، ولم أتلقَّ المعلومة سماعاً من بعيد .

يسعدني أن أزف النبأ المُفرح أن مشكلة انعدام الجازولين قد حُلت وأكاد أجزم أن الأمر كان مُرتباً من قبل، ولم يأتِ استجابة لزفرتي الحرى التي أطلقتها لأنقل أنين أهلي الصابرين، فقد خفّت سلطات ولاية نهر النيل لتزويد المواطنين باحتياجاتهم من الجازولين فور توفره وتلقيت رسالة من حسن أبو ورقة ممثل المواطنين الذي كنتُ قد أوردت اسمه في مقالي السابق، حيث ذكر أن (التركترات والوابورات الزراعية) طُبعت لها كروت وصرف كل المزارعين احتياجاتهم من الجازولين كما أن منطقة (النقع) قد (شربت) وارتوت تماما والحمد لله رب العالمين.

كنت متفائلاً وأنا أكتب مقالي السابق أن والي نهر النيل حاتم الوسيلة الذي أجبرني أكثر من مرة على الإشادة به، لن يتسبب في فشل الموسم الزراعي بولايته المعطاء، وأذكر أني كتبتُ عن مبادرة قام بها قبل عدة أشهر، تجاوباً مع الازمة الاقتصادية التي تُمسك بخناق البلاد، وذلك حين قام بخفض الإنفاق الحكومي في ولايته بحزمة كبيرة من الإجراءات التقشفية ذكرتها في حينه، مطالبًا أن تحذو بقية الولايات حذوه.

طلب مني مواطنو محلية المتمة أن أنقل للوالي ولحكومته تقديرهم الكبير لما أقدم عليه من ـجلهم وها أنذا أفعل.

يحدوني أمل كبير أن يلتفت الوالي وحكومته نحو بقية الخدمات خاصة الصحية، سيما وأن أهل محلية المتمة يتعالجون في مستشفى المك نمر بشندي، بينما يشكو مستشفى عاصمة المحلية في مدينة المتمة من نقص مريع في أهم الضروريات خاصة الأجهزة، بل إن مستشفى المك نمر بشندي والذي نُقِلت إليه خالتي رحمها الله قبل أن تتوفى، يشكو كذلك من تردٍّ كبير في الخدمات والتجهيزات.

زر الذهاب إلى الأعلى